للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٣ - الحلال والحرام عندهم وبعض من قرباتهم

يحرمون أشياء عديدة كما يحرمها النصارى ولاسيما ما أملاه الضمير على صاحبه ويبيحون شرب الخمر وأكل لحم الخنزير ولا يحرمون على المرء ما استطابه ذوقه أو قبلته معدته.

وهم يصومون أربعين يوما ينقطعون فيها عن أكل اللحم ولهم ما عدا ذلك ثلاثة أيام صوم في أوان الشتاء. وبعد ثلاثة أيام من صومهم يذبحون دجاجة بيضاء وبعد أن يسلقوها أحسن سلق يقلونها في السمن (الدهن) ويأكلونها مع خبز رقاق (وهو خبز مستدير دقيق يفتحون عجينته بشوبك) ويكون دقيقه من اخلص الحنطة وابيض اللون. ولا يجسرون على أن يأكلوا منه إلا من بعد أن يصلي عليه رئيسهم الروحاني الديني ويوزعه هو بيده عليهم ولا تحضر النساء حين هذا التوزيع ولا يفرق الرئيس بين كبير وصغير بين خادم ومخدوم ويسمون هذه الحفلة بكلمة عربية هي (اللقمة).

ومن أعمالهم الدينية: الاعتراف فهم يقرون بذنوبهم وبكل ما ارتكبوه بتذلل وخشوع ويقرعون صدورهم ويكونون بين يدي رئيسهم الديني كالمجرم بين يدي الحاكم عليه بالعقاب ويفرض عليهم ما يفون به ذمتهم.

وعندهم صلوات خاصة تعرف عندهم باسم عربي أيضاً هو (تصرعات) يبتهلون بها إلى الله فيرفعون رؤوسهم إلى السماء ويبسطون أكفهم إليها ناظرين إليها نظرهم إلى رجل أهانوه ويستمدون منه العفو والصفح.

وهم لا يتجهون إلى (القبلة) وليس لهم صلوات خمس كما لا يعرفون (الآذان) ولا يتوضئون قبل صلاتهم.

وهم يحبون النصارى كل الحب ولا يكرهون اليهود. ولا يودون التقرب من المسلمين لكنهم يخافون بطشهم فيعاملونهم بالحسنى حفظا لحياتهم وتدبيرا لشؤونهم. وهم لا يزوجون بناتهم المسلمين وإن كان بعض المسلمين يزوجون بناتهم رجالهم. ويوم الزفاف عندهم من أهم أيام حياتهم ويقيمون أفراحا لا يقيمون مثلها في أي فرصة كانت، ورقصهم وأغانيهم وملاهيهم على ابسط ما يكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>