للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حييا ساكني بلوذان عني ... ورجالا بدير قانون زهرا

ومن الأبيات التي أستشهد بها العمري في الكلام على دير فيق من أرض الأردن أبيات

نقلها عن الشابشتي بعد أن بتر أكثرها وهي مطلع قصيدة لأبي نواس من اظرف قصائده قالها يخاطب بها غلاما نصرانيا كان يهواه وناشده فيها بكل محرج من الإيمان التي كان يمكن أن يقسم بها على نصراني في عهده. ومنها أخذ مدرك الشيباني ما أخذه وحلف به عمرو بن يوحنا في مزدوجته المشهورة (من عاشق ناء هواه دان) وهذه أبيات أبي نواس كما جاءت مطبوعة في مسالك الأبصار (ص ٣٣٧)

بمعمودية الدين العتيق ... بمرطبليطها بالجاثليق

تخجل قاصدا ما سر جسان ... فدير النوبهار فدير فيق. . .

لقد أصبحت زينة كل بكر ... وعيدا مع جفائك والعقوق

وقد غلب التحريف والخطأ على هذه الأبيات وشوه محاسنها بحيث لا يستقيم لها معنى صحيح. وأول ما يتعرض الناظر فيها ذكر (الدين العتيق) ولا يدري ما هو في الحقيقة. وإنما أراد أبو نؤاس الدير العتيق (بالراء) من الاديار القديمة للنسطورية بناحية المدائن وقد فات معجم البلدان ذكره. قال اليعقوبي من أهل القرن الثالث للهجرة (لم يكن ببغداد إلا دير على موضع مصب الصراة إلى دجلة الذي يقال له قرن الصراة. وهو الدير الذي يسمى الدير العتيق قائم بحاله إلى هذا الوقت ينزله الجاثليق رئيس النصارى النسطورية (كتاب البلدان ص ٢٣٥). وفي الشطر الثاني لفظة أعجمية غريبة وهي مرطبليط وأول ما يتبادر إلى الذهن في تفسيرها إنها مارطباليط أحد أولياء النساطرة وقديسهم في العراق الذين يستشفع بهم. وما الكلمة إلا تحريف مطر بليط أي متوربوليت أحد الألفاظ التي تطلق على رؤساء النصارى ومنها اختصر لقب المطران وهو دون الجاثليق. فيكون تصحيح البيت الأول:

بمعمودية الدير العتيق ... بمطربليطه بالجاثليق

<<  <  ج: ص:  >  >>