للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ما يعادلها من القطع الهندية وهو ذات أربع الانات. (وتلفظ قرآن بإسكان القاف وفتح الراء ثم ألف ونون).

ومن النكت اللغوية بقاء فعل الأمر في اللغة الفصحى على حرف واحد إذا كان الفعل لفيفا مفروقا وقد جمعت متفرقها: (وأي) (وعد) إ، وجي (خصى) ج، وخي (قصد) خ، ودى (أعطى الدية) د، ورى (افسد) ر، وزى (أجتمع) ز، وشى (من الوشاية) ش، وصى (وصل) ص، وعى (حفظ) ع، وفي (من الوفاء) ف، وقى (من الوقاية) ق، وكى (ربط القرية) ك، وكى (ربط القرية) ك، ولى (من الولاية) ل، ومى (غلب) م، ونى (فتر) ن، وهى (من الوهي) أهـ.

ويتفرع عن أمر (وأي) دلالة الكسرة على جملة في نحو (قل إ) وإيضاح ذلك أن العرب

أجازوا نقل حركة الهمزة إلى الحرف الساكن قبلها نقلا مطردا فيسبب ذلك سقوط الهمزة وقيام كسرة اللام مقامها (قل) وإذ كان الفاعل المستتر في (إ) انتقل مع الكسرة أصبحت كسرة اللام نائبة عن فعل وفاعله أي نائبة عن جملة فعلية وهذا ما لا أظنه يجري في لغة غير اللغة العربية وعلى هذا الغز بعضهم فقال:

في أي قول يا نحاة الملة ... حركة قامت مقام الجملة؟

ومن نكت العربية قراءة من قرأ (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) حيث أمال (أعمى) الأولى وأقام الثانية إيذانا بأنه سيكون يوم القيامة أشد عمى! ومنها أن قراءة (عاصم) ورواية (حفص) الشائعة في بلادنا تقضي بترك الإشباع في كل هاء متصلة بكلمة (فيه) إلا موضعا واحدا من القرآن وهو قوله تعالى (ومن أوفى بما عاهد عليه الله) فأنها بالضم تفخيما للفظة الجلالة إلا أن هذه القراءات ليست عزيمة، لمخالفة بقية القراء ولكنا ضرب من البديع وإن لم تذكر في فنه.

ومن هذا الضرب ما قالوه في شأن الواو المسماة ب (واو الثمانية) في تعليلات مبسوطة في مواضعها ومنها قوله تعالى في سورة الكهف: (سيقولون

<<  <  ج: ص:  >  >>