للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم أدر ما الفاعل لقوله (يبني البلاد) ثم تأتي أبيات ما فيها من الشعر غير الوزن والقافية

كقوله (ص ٢١٢):

أم هل يعد لك الإضاعة منة ... جيش كجيش الهند بات ذليلا

وقال:

لو كنت من حمر الثياب عبدتكم ... من دون عيسى محسنا ومنيلا

أو كنت بعض الإنكليز قبلتكم ... ملكا أقطع كفه تقبيلا

وقد قصد بحمر الثياب الإنكليز كما في الشرح فلا وجه للإتيان ب (أو) للترديد فإن البيت الثاني كالأول (لو كنت من حمر الثياب. . .) والقصيدة على هذا النمط من ضعف التأليف، وفيها مفاضلة كمفاضلة الأطفال.

نقد آخر قصيدة من ديوانه

وننقد هنا آخر قصائده في ديوانه وهي قصيدة (الصليب والهلال الأحمران) (ص ٣٦٣) كما نقدنا أول قصائده وأوسطها فتعلم أنا لم ننتق للنقد ما رأيناه قد أسف فيه. قال:

جبريل أنت هدى السما ... ء وأنت برهان العناية

ولا أدري ما شأن جبريل في الصليب والهلال الأحمرين، فهو ليس ببشير الرحمة في كل وقت في اعتقاد المسلمين، بل كثيرا ما كان نذير الدمار، ووراءه أبيات لا بأس بها ثم قال فيها:

لو خيما في (كربلا) ... لم يمنع (السبط) السقاية

نزعة في أمير الشعراء الرجوع إلى القديم حتى في الحوادث الجديدة.

وقال فيها:

أو أدركا يوم المسي ... ح لعاوناه على النكاية

ولا أدري كيف يدعي أن اليهود نكوا بالمسيح وهو مسلم والقرآن يقول: (وما صلبوه وما قتلوه ولكن شبه لهم). ثم إنه ذكر الممرضات ذكر الجاهلي لهن (ص ٣٦٤) كأنه لا يستطيع مفارقة الشعور القديم فقال:

يسعفن ريا أو قرى ... كنساء طي في البداية

وقال:

أن لم يكن ملائك الر ... حمن كن همو حكاية

وهو سقيم التركيب مثل كثير من أبيات قصيدته. وقال في آخرها (ص ٣٦٥):

ستظل دامية إلى ... يوم الخصومة والشكاية

<<  <  ج: ص:  >  >>