للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦٦ - اللباب

- ١ -

هو ما اختاره الأستاذ الفيلسوف والشاعر العصري الكبير جميل صدقي الزهاوي من دواوينه (١) الكلم المنظوم (٢) ديوان الزهاوي (٣) ديوان الرباعيات (٤) الثمالة - هي ديوانه الأخير نشرت في السنوات الأخيرة أكثر قصائده في الصحف والمجلات ولم تطبع مجموعة.

وقد نشرنا في ١١٧: ٦ من مجلتنا مقدمته بعنوان (كلمة في الشعر) وعدد صفحاته ٣٩٦ بقطع الثمن وفي آخره فهرس مطول لأسماء القصائد التي وردت فيه، طبع الديوان في مطبعة الفرات. وثمنه في الخارج ثلاث ربيات.

ولا أريد أن اطري الزهاوي فإن شهرته في الشرق والغرب تغني عن الإطراء، فإذا ذكر فلاسفة الشرق العصريون أو شعراؤه كان في طليعتهم، فهو صاحب نظرية (الدفع) عوض ونظرية (الناموس الدوري) ونظرية (صيرورة السيارات شموسا) وهو على شيخوخته وأمراضه المبرحة يرفع اليوم راية التجديد في الأدب العربي فلا تقليد للمتقدمين ولا تعقيب. ينظم شعوره بألفاظ سهلة بتراكيب متينة وكأن القوافي تأتيه عفوا وهو في العراق أول من نظم القصص وأول من نوع القوافي في القصيدة الواحدة وأول من زاد على أوزان

الخليل وزانا وأول من نظم الشعر المرسل ودعا الشعراء إليه وأول من مزج الحكمة بالغزل فجاء شعره رائعا وأول من دعا إلى التجديد وأول من كسر في العراق شوكة التعصب.

وأنك إذا قرأت شعره أخذتك هزة ولا أعلم أحدا من الشعراء بعد المتنبي كثر حاسدوه في حياته بقدر ما كثر حاسدو الزهاوي وكلما أرادوا الحط من منزلته ارتفعت وقد سار كثير من شعره مسير الأمثال وأخذ الكتاب يستشهدون به كما لا شاعرا تنوع موضوعات شعره بقدره وهو كلما تقدم في السن تقدم شعره في رونقه وابتكاراته.

<<  <  ج: ص:  >  >>