للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المدينة نحو ٧ أميال، هناك بين التلال والجبال، نشاهد بعض ينابيع معدن الكبريت؛ هناك تسمع قرقرة الغاز أو الريح كما كان يقول السلف، وبعد أن ينبط السائل بشكل مادة نفطية ثخينة يسمع صوت هو صوت الحاصل من جلبة الغاز في تلك البقعة التي أطلق عليه اسم (أبو كركر أو بابا كركر) هناك في تجويف سطحي طفيف عند قمة الجبل يشاهد الإنسان قدرة الخلاق العظيم إذ يرى ما ينيف على عشرين فوهة في الأرض ينبثق منها على الدوام غاز طبيعي وهذه الفوهات دائمة الاشتغال لا تنطفئ ألبته.

ويظن العوام أن تلك البقعة موازية لأتون النار المتقدة الذي طرح فيه بختنصر الملك ثلاثة فتيان اليهود من سبي بابل.

والتاريخ ينبئنا عن هذه النار حينما كان المكذونيون مسيطرين على بلاد العراق (بين النهرين) لان المؤرخ الشهير بلوطرخس في كتابه (حياة الاسكندر) يشير إلى ما صنع الاسكندر يوما وهو في إقليم اكبتانة (ارض همذان) حين شاهد هوه من النار تلتهب على الدوام كأنها ينبوع لا ينفذ ولا يجف. ولقد أخذه العجب العجاب عندما شاهد قريبا من تلك الهوة سيلا من النفط يفيض بغزارة أية غزارة حتى نشأ منها بحيرة واسعة الأطراف

ومما يجدر بالذكر هنا أن سكان هذا الإقليم كانوا يستخرجون النفط من هذه البقاع منذ الزمان وينقلونه على ظهور دوابهم إلى كركوك لتصفيته هناك وبيعه.

أما اليوم وقد أعطى امتياز استخراج نفط البلاد العراقية إلى شركة النفط

<<  <  ج: ص:  >  >>