للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن ما أهمله راجع إلى المعاني، وفيه ما يتعلق بالألفاظ والتراكيب. فما سر ذلك؟ أيريد أن لا يرى قراء (البلاغ الأسبوعي) إلا ما يعتقد الأستاذ أنه قد وفى فيه حق الرد؟ أم ماذا؟

ولا أريد أن أخرج في ردي عليه عن جادة النزهة وان خرج هو عنها، لاعتقادي أن المهاترة سلاح العاجز، وإن التهور لا يكسب صاحبه الحق، إنما الحجة وجدها السلاح

الماضي في مثل هذه المواقف، وأنا لا أنكر أن الأغلاط العربية يمكن توجهها بوجه من الوجوه، فإن باب التعليل في النحو واسع حتى انك لا تكاد تجد خطأ لا يؤول. ولكني أتطلب من الشاعر أن يأتي (بالفصيح المشهور)، لا بالنادر المهجور؛ فيتجنب الضرائر القبيحة، والتعقيد، وهذا هو الفرق بين الشاعر الفحل و (غيره).

قال يجيب عن نقدي قوله:

قطب السفين وقبلة الربان ... يا ليت نورك نافع وجداني

(أسال صاحب لغة العرب من الذي قال أن الفرضة من الفرض يجب أن تدخلها كل سفينة في الأرض ليصح أن يقال فيها أنها قطب السفين). أه.

واحسن جواب عن سؤاله هو إعادة كلمتي وهي: أن كان يريد فرضه خاصة فهذه ليست قطب جميع السفن، وقبلة كل ربان كما يفهم من الإطلاق). فهل في عبارتي هذه ما يفهم منه أن الفرضة العامة يجب أن تدخلها كل سفينة في الأرض؟

وإنما المراد أن الفرضة العامة ما يجوز أن تدخلها كل سفينة، والفرضة الخاصة ما لا تدخله إلا سفن خاصة فيظهر من هذا أن لا وجه لإيراد الكعبة وبيت المقدس مثالين. ولا أعتقد أن الأستاذ يعتقد أن (اللام) في السفين والربان للعهد الخارجي أو الذهني فلا يبقى إلا الجنس والاستغراق.

أما الاستغراق فواضح. وأما الجنس فانه لا يناسب المقام.

ثم أني قسمت ما عسى أن يكون مراده إلى شقين: أحدهما قولي أن كان يريد فرضه خاصة، فهذه ليست قطب جميع السفن، كما يفهم من الإطلاق، وإن أراد الفرضة عامة، فما أدخل وجدانه في هذا الصدد؟ ولكن الأستاذ رد

<<  <  ج: ص:  >  >>