للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرفلن في الحسن القشيب كأنما ... البسنه يبقى مدى الأيام

قائلا: الصواب (كان ما) ليعود ضمير يبقى إلى (ما) فشدد الأستاذ علي النكير واخذ يجهلني قائلا: (هل رأى القراء عالما باللغة العربية يجهل أن (ما) بعد (كأن) تكون كافة عن العمل ولا تكون موصولة في حيثما ترد؟)

مهلا أيها الأستاذ فانك لم تعرف إلى الآن أين تكون (ما) كافة، وأين تكون موصولة فقد (علمت شيئا وغابت عنك أشياء) فاعلم أن (ما) بعد (إذا) لا تكون إلا زائدة وهي بعد (أن وكأن ولكن)، تكون زائدة كافة عن العمل وحينئذ تكتب متصلة وتكون موصولة وحينئذ تكتب منفصلة وإذا جعلنا لها وبقي (يبقى) من غير فاعل فيا أيها الأستاذ! أن الخطأ ليس بعيب، ولكن الإصرار عليه هو الغيب. وكنت أزد أن تجل نفسك عنه!!!

وكنت نقدت البيت:

وتسلبني نورا أراك بوحيه ... فاظهر ما أخفى سواد الدياجر

فقلت: وكان عليه أن يقول: كنت أراك بوحيه فانه في الحال لا يراه فقال: (فهل يدري أحد لماذا أجاز لنا أن نقول (تسلبني) عن الماضي ولم يجز لنا (أراك) بدلا من كنت أراك) والجواب: أن البيت مقول على لسان الأعمى وهذا الأعمى مسلوب منه النور في الحاضر، كما سلب منه في الماضي، فصح القول: (تسلبني) ولكن ليس الأمر كذلك في (أراك) فإن

الأعمى في الحاضر لا يراه بالنور، فهل فهمت أيها (الأستاذ)؟!!

ونقدت البيت:

يهم ويعييه النهوض فيجثم ... ويعزم إلا ريشه ليس يعزم

فقلت: وكان الصحيح أن القول: إلا ريشه فهو لا يعزم، أو إلا أن ريشه ليس يعزم، فإن (ريشه) مستثنى منصوب، فلا يصح أن يخبر عنه بقوله (ليس يعزم).

فقال يجيب الأستاذ وليته لم يقل: (ألا يجوز أن تكون (إلا) بمعنى لكن، وإن يكون ما بعدها جملة مركبة من مبتدأ وخبر؟ اعلم، يا هذا، أن

<<  <  ج: ص:  >  >>