للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شعراء الجاهلية أدركوا مقام التبريز بين شعراء العرب لما تميزوا به من متانة التراكيب واستقامة الأساليب والاضطلاع من إخراج المعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة إلا وهم حاملو لوائه وموطدو بنائه. هذا مع بعدهم من

سخف الكلام وهجنة التكلف ولا غرو فالكلام رهن خواطرهم والفصاحة أمة مقاولهم).

بركات (السودان): ميشيل سليم كميد

[الدوشنة]

الدوشنة جمع الدوشن، والدوشن يقابل (الكاولي) عند العراقيين، والنوري عند الشاميين، والغجري عند المصريين المعاصرين، وبكلمة أخرى هو ما يسميه الفرنسيون ومن غريب أمر الدوشنة في اليمن المناداة بأمر الإمام وحث الناس على الجهاد وتولي الخطابة في خارج الجوامع. وهذه المهنة عند اليمانيين من الشؤون الشائنة في نظرهم.

يذهب (الدوشن) إلى السوق حيث تجتمع الأناس من قبائل مختلفة للبيع والشراء، فيعتلي يفاعا أو موضعا مرتفعا ولو قليلا، فيخطب في الناس بذلاقة لسان وسهولة تعبير ويرغبهم في ما يدعو إليه، كما يحذرهم ما لا يطيب لهم.

والأسواق في اليمن تقوم مرة واحدة في الأسبوع، وفي كل مرة يكون المجتمع في غير المكان الذي كانت فيه السوق في اليوم السابق. فسوق الخميس في غير موطن سوق الجمعة وسوق الجمعة في غير موطن سوف السبت إلى غيرها.

وللدوشن وقوف تام على انساب القبائل وأحوالها وتاريخها وشيوخها وأشرافها وساداتها لكثرة تردده إلى رؤسائها. فمن هذا ترى أن لهؤلاء القوم شأنا يذكر في الحركة العمرانية أو الاجتماعية اليمانية.

وترى من هذا أن أسماء (بني ساسان) وهم هؤلاء القوم عند الأقدمين من السلف تختلف باختلاف الأزمان والأمكنة فيعرفون اليوم في العراق (بالكاولية) وفي سوريا (بالنور) (وزان سبب) وعند المصريين (بالغجر) وعند الحلبيين (بالقربانية) وعند الدمشقيين (بالزط) إلى غيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>