للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محل (لام التعليل) من دون شك أو تكلف.

٥ - تدخل على الظرف مثل (المطالعة مفيدة ولاسيما قبل الظهر) والتقدير (ولا مماثل لفائدتها قبل الظهر).

دحض حجج المتبلبلين والمتناقضين

١ - قال العلماء (خبر النافية محذوف والتقدير (موجود أو كائن) قلت لو وضعناه في مثلي الأخير لصارت الجملة (المطالعة جيدة ولا مثيل قبل الظهر موجود) وهي ناقصة تحتاج إلى زيادة (لجودتها) أي الخبر الذي قدرته أنا فتكون (ولا مثيل لجودتها قبل الظهر) فقولي هو الراجح الرابح: بحذف (موجود) الزائد.

٢ - وقالوا (ما) أسم موصول مضاف إليه والاسم بعدا خبر لمبتدأ محذوف. قلت ذلك خطأ لأن (لا) يجب أن يكون اسمها نكرة وهم أضافوه إلى المعرفة فصار معرفة ولا يجوز أن نعبث بقواعد لغة العرب من أجل تبرير قولهم. أما رفعهم الاسم فيبطل بقول القائل (الكتاب جيد لاسيما والموضوع موضوع عصري) إذ ليس في الكلام خبر حتى يقدر والمبتدأ. ولا تصلح (ما) لأن تكون موصولة إذ لا صلة لها أبدا. ولو حذفوا الواو وقدروا المبتدأ لصارت الجملة (الكتاب جيد ولا مثيل موجود هو الموضوع موضوع عصري) وليس لها معنى مقبول ولا مبنى صحيح فالصواب ما قدمته في تقدير هذه الجملة.

٣ - وقالوا (ما) نكرة تامة مضاف إليها والمبتدأ المحذوف والخبر الموجود صفة لها. قلت هذا لا يجوز أبدا فأبن أبي الحديد قال (لاسيما وقد ثبت) فأين الخبر حتى نقدر له مبتدأ؟ ولو قدرنا كليهما فما معنى (لا مماثل موجود هو الأمر وقد ثبت)؟ فالصواب ما قلت وما قدرت آنفا.

(٤) - وقالوا (أن الاسم الواقع بعد (لاسيما) يكون مضافا إليه إذا كان نكرة باعتبار (ما) زائدة وسي مضافا. قلت ذلك جيد ولكنه لا يمكن تطبيقه في كل الأحوال ولذلك نعود إلى التبلبل بإثباته. وقولنا: (ولا مثيل ليوم بدارة جلجل) أصح من قولنا: (ولا مثيل ليوم بدارة جلجل موجود). ومن جعله (تمييزا) فهو متبلبل أيضاً لأن خير قاعدة ما كانت عامة منطبقة على جزيئاتها تمام الانطباق، أضف إلى ذلك إنه غير مألوف لبعده عن الصواب.

الكاظمية: مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>