للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتبه صديقنا الحاج الملا علي الواعظ التبريزي في وقائع الأيام (مجلد المحرم ص ٢٨٤).

ديانة ابن المقفع

وقلتم في (٦: ١٥١): أما الصحيح فإنه (أي ابن المقفع) كان زنديقا.

قلنا: أن آثار المرء ومؤلفاته كمرآة تنعكس فيها نفسية الكاتب وتتجلى فيها بأجلى مظاهرها وإذا أردنا أن نقف على آراء رجل وأفكاره نلقي نظرة إلى كتابه فذلك خير دليل إلى الاهتداء إليها فعبد الله بن المقفع ذو نفسية دينية خالصة من كل شائبة يشهد بذلك كتاباه

الأدب الكبير والأدب الصغير اللذان قد ثبت بالتواتر الموجب للقطع بأنهما له.

قال في كتابه الأدب الكبير ص ٢٧ (من النسخة المطبوعة بمطبعة الاتحاد الأخوي بالحسين بمصر):

ليعلم الوالي (أي السلطان) أن من الناس حرصاء على زيه إلا من لا بال له فليكن للدين والبر والمروءة عند نفاق فيكسد بذلك الفجور والدناءة في آفاق الأرض.

وقال في كتابه الأدب الصغير ص ٢٦ (من النسخة المطبوعة بمصر على نفقة المكتبة العباسية):

الدين أفضل المواهب التي وصلت من الله تعالى إلى خلقه وأعظمها منفعة وأحمدها في كل حكمة فقد بلغ فضل الدين والحكمة أن مدحا على السنة الجهال على جهالتهم بهما وعماهم عنهما.

وقال في ص ٢٩: مما يدل على معرفة الله وسبب الإيمان أن وكل بالغيب لكل ظاهر من الدنيا صغير أو كبير عينا فهو يصرفه ويحركه فمن كان معتبرا بالجليل من ذلك فلينظر إلى السماء فيعلم أن لها ربا يجري فلكها ويدبر أمرها ومن اعتبر بالصغير فلينظر إلى حبة الخردل فيعرف أن لها مدبرا ينبتها ويزكيها ويقدر لها أقواتها من الأرض والماء يوقت لها زمان نباتها وزمان تهشمها وأمر النبوة والأحلام وما يحدث في انفس الناس من حيث لا يعلمون ثم يظهر منهم بالقول والفعل ثم اجتماع العلماء والجهال والمهتدين والضلال على ذكر الله تعالى وتعظيمه واجتماع من شك في الله تعالى وكذب به على الإقرار بأنهم أنشئوا

<<  <  ج: ص:  >  >>