للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ج - جاء في روضات الجنات ص ٥٥٣ بعد ذكر الجملة التي نقلتموها ما هذا نصه: (وأقول (أي صاحب روضات الجنات): والقبر المطهر الموصوف معروف في بغداد

الشرقية، مشهور، تزوره العامة والخاصة في (تكية المولوية) وعليه شباك من الخارج إلى يسار العابر من الجسر) أهـ. وهذا يصح على مقبرة جامع الأصفية لكنه لا يتفق وأقوال الأقدمين الذاهبين إلى أن الكليني دفن بباب الكوفة، كما نقلتموه عنهم، وكما نقله صاحب روضات الجنات نفسه. فالظاهر أن صاحب هذا السفر الأخير لم يكن من أصحاب نقد الآراء. فقد ذكر ياقوت الحموي (وياقوت حجة في هذا الموضوع) أن باب الكوفة كان في الجانب الغربي، وصاحب الروضات يظن إنه كان في الجانب الشرقي، فأين هذا من ذاك؟ أما أن ياقوت يذكر باب الكوفة في الجانب الغربي فظاهر من كلامه في معجم البلدان في مادة (سوق عبد الواحد). قال: (سوق عبد الواحد كان ببغداد بالجانب الغربي عند باب الكوفة قرب باب البصرة). فهذا نص صريح ينفي دفن الكليني في الأصفية وفي الجانب الشرقي كله.

وقد صرح بذلك أيضاً المرحوم أستاذنا الشيخ محمود شكري الالوسي إذ قال في كتابه (مساجد بغداد) ما هذا نصه قائلا عن نسختنا الخطية التي نقحها بيده بعد المقابلة بنسخته الأصلية ما هذا حرفه:

(وداخل هذا المسجد مشهد لبعض صلحاء الأمة، وهو عن شمال الداخل في الرواق. والمرقد في سرب من الأرض عقدت عليه قبة مساوية لأرض المسجد، وهو في غاية من الإتقان والرصانة. والصندوق على سطح القبة مسامت للقبر. وقد اشتهر بين الناس أن الدفين هو العالم الزاهد القدوة العارف بالله أبو الحرث المحاسبي، وكان بصري الأصل، ثم أقام في بغداد. توفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين. رحمه الله تعالى.

ومن الشيعة من يقول. إنه الكليني من أكابر علماء الأمامية، ورواة حديثهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>