للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحد الأمور الستة التي ذكرها النحويون وهي: (١) المبتدأ و (٢) الخبر و (٣) جملة الشرط و (٤) الاسم المنصوب بالجواب و (٥) الاسم المعمول المحذوف يفسره ما بعد الفاء و (٦) الظرف

المعول لاما فإن الجملة الحالية مؤلفة من المبتدأ والخبر والفصل بها مثل الفصل بالمبتدأ وحده أو الخبر فلا خطأ. وقال:

وحاكيتهم ظنا فليتك مثلهم ... محيا فلا يأس عليك ضمير

أسى عليه بمعنى حزن عليه وعدم أشباه حبيبه بالناس في جماله ليس بضار له ليكون باعثا للأسى عليه بل عدم هذا الشبه قد أضر بالمحب فيجب أن يأسى على نفسه. وقال:

ويا عجبا منا نسائل انفسا ... إذا سئلت حارت وليس تحير

لا موقع لهذا البيت فهو غريب بين ما تقدمه وتأخر عنه ولعل الجناس الذي أولع به الأستاذ هو الباعث لنظمه - حارت وتحير - وقال (أتعشى مآقينا) والمآقي أطراف العين مما يلي الأنف وهذه ليس لها من الأبصار حصة لتعشي.

وقال:

ألا نتملى الحسن والحسن جمة ... مطالعه إلا وأنت سمير

لا يحتمل أن تكون (ألا) للعرض والتحضيض لما يمنعه من قوله في آخر البيت (ألا وأنت سمير) فهو إذن للاستفهام عن النفي وإذا كانت للاستفهام عن النفي لا تدخل إلا على الجملة الاسمية وتعمل عمل (لا) النافية للجنس كقول أحدهم (ألا اصطياد لسلمى أم لها جلد) وقال:

إذا الشمس غابت لا نبالي غيابها ... وان غبت آض العيش وهو كدور

وقد جاء الاكدر والكدر بكسر الدال وكدر بسكونها وكدير ولم يجيء (كدور) فهلا قال (كدير)؟ وقال:

لديك مقاليد السرور وديعة ... وما لمحب في سواك سرور

فإن تأذن الدنيا أباحت شوارها ... وغنت عصافير وفاح عبير

(يأذن) لا يتعدى بنفسه إلا إذا كان بمعنى أصاب أذنه وقد جاء (أذن به) بمعنى علم به وأذن له في الشيء بمعنى أباحه له واليه بمعنى استمع وإن جعلنا الدنيا فاعلا لتأذن لم يكن للبيت ربط بما قبله وفسد المعنى فإنه يريد أن السرور بيدك فإن أذنت للدنيا أباحت شوارها.

<<  <  ج: ص:  >  >>