للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وراتبها اليومي عشرون ألف رغيف وعشر بقرات منتخبات ومائة كبش مسمن ولمدرسها قوام الدين راتب قدره كل يوم مائة رغيف وكبش وخمسون درهما. هذا ما كتبه الخطيب على وجه الاختصار (هنا بيت من الشعر) وما رواه هبة الله الديري عن الخطيب البغدادي عن وفرة المال عند الخلفاء العباسيين وعن قوة سلطنتهم وهو يستغفر عن المبالغة والنقصان والاختصار. وأنا (أي مؤلف كلشن) استغفر أيضاً عن المبالغة والغلو وعن إملائي بالاختصار طالبا المعذرة) انتهى كلام كلشن. ولاشك أني من الذين يأخذون على الخطيب هذا قوله المغالى فيه وهو شبيه بالقول عن عدد حمامات بغداد إنها ستون ألفا وهو عدد يرده العقل السليم.

وأول ما الفت النظر إليه إنه جاء في المقالة: (هبة الدين) وفي الأصول جميعها: (هبة الله) وقد رأينا أن هبة الله الديري هو غير الخطيب البغدادي فهما رجلان وليسا بواحد وتعريب المعرب الذي لم يميز فيه ذلك أدى بصاحب المقالة إلى وضع ما في الحاشية من تأويل وتوفيق. ولو لفت الناقل نظره إلى قبل ما عربه ببضعة وجوه لاتضح له أن أسم هبة الله

الديري هو محمد فلا يمكن أن يكون هذا الديري الخطيب البغدادي الذي اسمه احمد - وقد مر بنا أيضا - ونعرف أسم تأليف الديري المذكور وهو (الجدول الصفي من البحر الوفي) ولما طرأ هناك سبب لهذا التشويش طمست الحقائق، وانك لتجد تعريب ما استندت إليه (ص ٥ من المطبوع) في ما يلي:

(وبعد أن عرفنا هبة الله محمد الديري في تاريخه الجدول الصفي من البحر الوفي أن كتاب الخطيب البغدادي المسمى ضبط عالم (إضافة تركية عن الفارسية). . .) أهـ

ونظرا لما تقدم لا مشاحة أن هبة الله محمد الديري متأخر عن الخطيب البغدادي فقد نقل عنه. واسم كتاب الديري يدل على إنه مختصر من كتاب مطول وهل أوضح من هذا الاسم: جدول من بحر؟ وما البحر على الظاهر إلا تاريخ الخطيب البغدادي.

كان وقوفي على أسم هبة الله محمد الديري واسم كتابه في تلك السنة التي أشرت

<<  <  ج: ص:  >  >>