للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبدا تحوط به ودا ... ئعها بسور خلف سور

قائلا: جعلنا ودائعها مفعولا له (لتحوط به). أما الفاعل فهو الضمير عائدا إلى الطبيعة التي تقدم ذكرها في بيت سابق وهو:

بلد تجود له الطبيعة ... بالصغير وبالكبير

فأقول أيها الأستاذ ما زهد الناس في شعرك إلا هذا الغموض فمن أين يعرف القارئ إنك ترجع الضمير إلى الطبيعة قبل ثلاثة أبيات كلها في وصف البلد وفيها كثير من الضمائر مذكرة ومؤنثة لا يرجع منها واحد إلى الطبيعة.

وقال يوجه قوله:

ما كان أول مغرب ... شهدت علي مر العصور

بقوله (من واجب هذا الدعي (يعنيني) أن يعقل قبل أن ينقد فإن التأنيث هنا للشمس التي يعود إليها الكلام كله في الأبيات السابقة وأولها:

والشمس شاخصة تكا ... د تنوء من جهد المسير

والأستاذ كما قال الشاعر: (يريد أن يعربه فيعجمه) فهو يرجع ضمير (شهدت) إلى الشمس قبل خمسة أبيات ويقول قبل البيت. أولهما:

وعلى الروابي والهيا ... كل مسحة الشفق الأخير

وفيه دلالة على أن الشمس كانت ساعتئذ غاربة وكانت مسحة شفقها الأخير على الروابي والهياكل. فكيف شهدت حينئذ والظاهر أن الأستاذ أحس بضعف توجيهه هذا فالتمس غيره بقوله: (على أن المغرب تؤنث. وتذكر مؤنثة في كتب الفقه واللغة) أما في كتب اللغة فلم أعثر على ما ادعاه وأما في كتب الفقه فلعلهم ذكروا (صلاة المغرب) وارجعوا إليها ضمير

المؤنث على أن تأنيثهم للمغرب (إن صح) لا يصح أن يكون مأخذا لمثل الأستاذ وهو ذلك الشاعر الذي دعواه في الفصاحة طويلة عريضة!!!

وقال يوجه قوله: (أيها أبا النور أطربنا) رادا على قولنا (أيها) للإسكات بقوله: (أخطأت وجهلت يا علامة راجع لسان العرب تعلم أن (أيها) ترد بمعنى التصديق والرضى بالشيء كما ترد بمعنى الإسكات).

ونحن نورد نص ما جاء في لسان العرب قال: (وإذا قلت (أيها) بالغضب

<<  <  ج: ص:  >  >>