للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شدة وطأة الداء عليه وما أبطأ أن قال (ضاع البلد من أيدينا)!

كان ذلك على ما اذكر عند إعلان سياسة الوفاق في عهد السر الدون غورست وعلى أثر مشادة سياسية لا اذكرها تماما علم منها أهل الرأي في البلد حقيقة سياسة إنجلترة المصرية.

أما أخلاقه فإلى القارئ مثلا عليها: أقلت من (الجريدة) في السنة الأخيرة من سنيها طلبا للتوفير فلم يشأ أحمد لطفي السيدان يبلغني خبر الإقالة فعهد في ذلك إلى المرحوم حسن باشا عبد الرازق شهيد حادث شارع المبتديان وبينا كنت أقرأ مسودات الجريدة في ذلك

اليوم رأيها بها خبرا عن إقالتي (فشطبته) فسأل المدير عنه فقيل له أني حذفته فدعاني إليه وشدد النكير علي بحضور المرحوم إسماعيل بك ذهني حسبان أن في ذلك اعتداء على حقوقه. وفي اليوم التالي جاءني من يقول أن إسماعيل بك ذهني قال أن لطفي بك (ادالك جامد) وقد كان اجمد ما قاله لي (هل تعتدي على حقوقي)؟

ومضت الأيام فلقيته ذات يوم في إدارة المقتطف يزور المرحوم الدكتور صروف فسلم علي هاشا باشا ولمحت في وجهه نور الاطمئنان علي في عملي. وفي سنة ١٩٢٢ قصدت الشام للتصييف ولما عدت قصدت دار الكتب فاخبرني صديقي حافظ إبراهيم أني عينت محررا في (السياسة) براتب حسن وكان ذلك أول ما علمت عن ذلك التعيين وإن لطفي بك هو الذي عينني.

هذا شيء عن علم رجل من رجالات مصر ووطنيته الصحيحة وأخلاقه العالية. أفي رجل مثل هذا تكال مقالات الطعن البذيء جزافا؟ أرأيت يا صديقي العقاد إن كان معالي وزير المعارف الحالي وفديا أو عضوا في وزارة ائتلافية هل كنت تقول فيه ما قلت في مقالك هذا؟ لقد بلغنا السن التي ينتظر قراؤنا منا فيها أن نكون أكثر تأنيا وإنصافا في إصدار أحكامنا على الناس واعلم أن مقالات الكاتب منا أكثر دلالة عليه منها على من يتناولهم فيها واصدق حكما علينا منها عليهم. وإني أدعو إلى الله ألا يكون حظي منك مقالة مثل هذه المقالات!!

<<  <  ج: ص:  >  >>