للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ديوان العقاد

- ٦ -

وقال من قصيدة (تبسم) ص ١٧٠:

تبسم فإن القلب يسعد بالذي ... سعدت به واضحك وغرد وخاطر

(خاطر) أمر من خاطر بنفسه بمعنى أشفاها على خطر فيه هلك اونيل ملك وهو لا يناسب قوله (واضحك وغرد).

ومن العجيب أن الأستاذ يوصي الشعراء بالوحدة في القصيدة وهو لا يلتزمها في البيت الواحد. وقال ص ١٧١:

ويعجبنا أنا نرى فيك معجبا ... مدلا على الأيام إدلال ظافر

يعجب الأستاذ رؤيته حبيبه معجبا فهو بنفسه. وقال:

فيا قرب ما بيني وبينك في الهوى ... ويا بعد شقي دارنا في الخواطر

نعرف مكان هذا القرب والبعد في البيتين قبله وهما:

وتضحك والأتراح حولك جمة ... تخافك خوف الجن رجم الزواهر

وتبكي وأفراح الحياة كثيرة ... يحاذرننا من حولنا كالطوائر

أما القرب فلا قرب بين من يضحك والأتراح حوله جمة ومن يبكي والأفراح تتطاير حوله من الحذر. وإما البعد فنعم ولكن لا في الخواطر لانا نستبعد أن لا يمر بخاطر الأستاذ من يتكلف نظم هذه القصيدة فيه وقال:

طوى الحب ما بيني وبينك من مدى ... فنحن قرينا موطن متجاور

ولا يقول هذا البيت من يتذكر ما قاله قبله (ويا بعد شقي دارنا في الخواطر) وقال:

أيا من رأى صبحا وليلا تلاقيا ... وألفين من صفو وشجو مخامر

إن كل صبح هو وقت تلاقي الليل والنهار وهذا يراه كل أحد كل يوم فما سؤاله؟ (أيا من رأى صبحا وليلا تلافيا) ونسكت عن الألفين من صفو وشجو لئلا نفتح بابا للجدل في جواز اجتماعهما وعدمه. وقال:

لئن تخش مني الليل صعبا مراسه ... لقد بت أخشى منك شمس الهجائر

تكون هذه الخشية في الليل وفي النهار وإما في الصبح والمساء فلا ليل صعب

<<  <  ج: ص:  >  >>