للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يدعي الشاعر إنه نسي في حبيبه الخلق كأن الله لم يصوره إلى الزمن الذي نظم فيه القصيدة وهو يتكلم فيها عن أشياء تدل على إنه لم ينس الخلق كالدمية والقريض والنجم والزهر والليل واللب والنيران والنور والعاشقين والعنقاء إلى غير ذلك. وقال:

لازمتني في غفوتي وتسهدي ... طيف يساور أو سواد عابر

وكان عليه أن يقول طيفا يساور أو سوادا عابرا على الحالية ولكن القافية مرفوعة فاضطرته أن يحيد عن سنة الفصاحة. وقال ص ١٧٦:

أمسي واصبح ما بقلبي جانب ... مني وفيه لك الجناب العامر

إذا كان الجناب العامر من قلبه لحبيبه ولم يكن من قلبه جانب له فلمن هذا الجانب غير العامر؟ وقال:

فإذا صحوت فأنت أول خاطر ... وإذا غفا جفني فأنت الآخر

كان الأولى أن يقول (وإذا غفوت فأنت أنت الآخر) ليناسب قوله في الشطر الأول (فإذا صحوت). وقال:

أو يعبد الإنسان واعجبا له ... حبا وما هو بالعبارة شاعر

كالدمية الحسناء تعبدها وس ... يان المسبح عندها والكاسر

قوله (واعجبا له) حشو وفي تشبهه حبيبه بالدمية التي يتساوى عندها المسبح باسمها والكاسر لها ما يحط من كرامة هذا الحبيب فهو جامد لا يستحق الحب. وقال:

لحسبت لو أني كلفت بدمية ... كلفي به لدرت بما أنا ساتر

والانكى بكلفه كما يزعم بخلاف الحبيب فإنه يجهر له بحبه وهو لا يفهم فما أبلده! وقال:

ولرب فيها والحياة من الهوى ... روح وانطقها القريض الفاخر

ولكن قد لا يكون القريض فاخرا فلا ينطقها.

(له بقية)

<<  <  ج: ص:  >  >>