للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من طرابلس لبنان

إلى لجنة تكريم العلامة الكرملي.

سادتي الأفاضل:

كتابي أطال الله بقاء السادة وأعز بهم العلم والأدب. وأنا شاكر لهم عملهم الطيب الذي نابوا به عن الناطقين بالضاد في تكرمة العلامة الكبير والبحاثة الذائع الصيت الأب أنستاس ماري الكرملي لأنه قضى عشرات السنين في خدمة العلم بين تحقيق وتدقيق ونشر وإفادة حتى غدا ومعظم القراء من تلاميذه.

وإني ولئن كنت بعيد الدار فما فاتني أن أستفيد من بحوثه علما وأن أقتطف من جهوده ثمرا شهيا ولذلك احسبني من تلاميذه الفخورين بهذه النسبة. ولكم قرأت من كتاباته المفيدة مقالا أحسبه غاية ما يصل إليه براعة أو يتطال إليه فكره ولا أكاد أنتهي من دراسته حتى أفوز بما هو أعلى وأسمى وأجزل نفعاً.

ولا عجب من قولي عن دراسة كتاباته فإني لم أتجاوز الحقيقة إلى المبالغة والصدق كل الصدق أن معظم ما قرأت لعلامتنا الجليل من مثل ما أقرأ لأمثاله العلماء الأعلام الذين تؤخذ أقوالهم كدروس تلقى على الطلاب. وهذه مجلته لغة العرب فإني أقرأ العدد الواحد منها المرة بعد الأخرى ولولا شيخوختي لوعتها حافظتي.

وفوق هذا فالعلامة رجل كلما زادك إفادة تنظر خلال سطوره فتراه متصاغرا متضعا كأنه لم يكن مفيدا وهذا غير ما نرى من بعض رجال العلم والأدب وكلما قلدت من بحوثه درة غاص عليها حتى العباب نظر إليك كأنه هو المستفيد منك. فلله دره!

وأنتم يا سادتي الأفاضل لا تؤاخذوا جرأتي على مخاطبتكم فأني محب للمحسنين المجيدين ولو استطعت لركبت البر إليكم فاستأنست بحفلة تكريم أستاذي وبرؤية خيرة الرجال. وهاأنذا اجتزئ بتكرار الشكر وبالدعوات الصالحات للفيفكم الموقر. ودوموا معافين بمنه تعالى وكرمه.

طرابلس - لبنان في ٢٣ آب ١٩٢٨

الداعي جورج يني

<<  <  ج: ص:  >  >>