للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليوبيل في التاريخ

اليوبيل كلمة عبرية اصطلاحية معناها (التهليل) وقد خصها الإسرائيليون بعيد الشابؤوث عندهم أي (عيد نزول الوصايا العشر على موسى (ع) فوق جبل سيناء) وأطلقوها على يوم مخصوص من السنة التي تلي سني حاصل ضرب سبع في سبع (أي السنة الخمسين).

ومعلوم أن السبعة عدد مقدس عند اليهود كما هو مقدس عند معظم الأمم، ففي اليوم المخصص من السنة الخمسين عند اليهود تقام الولائم والأفراح ويطلق سراح جميع المسجونين وترد العقارات المغصوبة إلى أصحابها وتبطل جميع الأشغال والدوائر الإسرائيلية ويتنازل أصحاب الديون عن ديونهم ويعتق النخاسون جميع عبيدهم ويمتنع

المثرون عن زرع أراضيهم وعن حصد غلتها لأنهم يتركون ذلك للفقراء والمساكين وعلى وجه العموم هو يوم مقدس عظيم لا يصادفه الإسرائيلي في حياته إلا مرة واحدة وقليلون هم الذين يتمتعون بنعمه مرتين اتفاقا.

وقد سرت هذه العادة عند النصارى أيضا ودخلت في آدابهم الدينية. ففي السنة اليوبيلية المسيحية تغفر جميع الخطايا والذنوب ويتمتع المسيحيون باستحقاقات المسيح (ع) وأوليائه وهو عندهم يوم مسامحة وصفح وغفران ولهذا يعظمونه كثيرا ويحتفلون به احتفالا كبيرا.

وقد أنبأنا التاريخ عن أول يوبيل نظامي أدخله المسيحيون في آدابهم الدينية وإنه كان في عام (١٠٠٠) المسيحي. فإن البابا سلفسترس الثاني لما أفتتح كنوز النعم الروحية للشعوب النصرانية بعد أن أرتبك الناس بتوقعهم قرب انتهاء العالم في تلك السنة. أدخل عادة شريفة في الدين المسيحي بأن يفتتح كل قرن بقصد (رومة) لأداء المناسك الدينية ونيل غفران الأثام.

ثم رأى خلفاء بونيفاشيوس ما ولدته هذه العادة من الخير والنعم على البشر بنتيجة اليوبيل الذي أقيم عام ١٣٠٠م فأحب أن يجدد هذه الذكرى الحميدة في كل خمسين سنة كما هي العادة عند اليهود وهكذا كان. غير أن الناس استطالوا هذه

<<  <  ج: ص:  >  >>