للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقلته في التحرير والتحبير خدمة خالصة لأبناء جيله ومن هؤلاء الأفراد الأفذاذ العلامة الكرملي.

لقد وضع صاحب الترجمة تأليف عديدة من أدبية ولغوية واجتماعية وتاريخية. وغايته من جميعها خدمة الحقيقة لا غير وقد استفاد كاتب هذه السطور فوائد لا تحصى من مقالاته المنشورة على صفحات المجلات وأخص منها بالذكر ما كان يتعلق بتاريخ ديارنا العراقية كالطائر الخفاق على أطلال العراق والصابئة أو المندائية واليزيدية وغيرها من النبذ التي يطول تعدادها:

(كيف تعرفت بالمترجم)

كنت قد أصدرت مجلة باسم العلوم عام ١٩١٠ وقد جاء في مطاوي أبحاث الجزء الأول لفظة (بليون) وقلت إنها مليون مرة مليونا فأعترض بعض الشبان الذين تخرجوا في المدارس البغدادية على لفظه بليون وقالوا إنها خطأ بمعنى مليون المليون فراجعت إذ ذاك المحتفل به وعرضت عليه هذه المسألة فرحب بي غاية الترحيب وقال لي أنك مصيب في قولك هذا وقد ذهبت مذهب الإنكليز والألمانيين في تعبيرك بيد أن الفرنسيين استعملوا هذه بمعنى المليار أي ألف المليون وعلى أثر ذلك ألقى على مسامعي خطبة في الكتابة والإنشاء لا يزال صداها يرن في أذني، منها قوله:

يجب على الكاتب العصري أن يدرس الموضوع الذي يتوخاه درسا دقيقا ويراجع مباحث من سبقه في نفس الموضوع لئلا يكتب شيئا خلاف الحقيقة كجماعة من الصحفيين الذين لا يتروون في ما تخطه أناملهم حق التروي فتجيء مقالاتهم مشوهة أقبح تشويه. ثم عليك أن تكتب في المواضيع المبتكرة قدر جهدك ولا تطرق أبواب مباحث قد أكل عليها الدهر وشرب فأن بحثك وأن اختلف لفظا فهو لا يختلف معنى عمن تقدمك في بحثك أكثر الأحايين وأبذل مجهودك في أن تجعل كتاباتك حسنة مما يفتخر بها الوطن.

فاستحكمت منذ ذلك اليوم عرى الصداقة والإخلاص بيننا ولا نزال على ما كنا عليه منذ أول تعارفنا.

وللأب أنستاس فضل لا ينكر في تثقيفي وتدريبي على الإنشاء فأنا تلميذه

<<  <  ج: ص:  >  >>