للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفسه وواسع اطلاعه ورحابة صدره يوم كان بين ظهرانينا في حيفا وقد قطن الكرمل جبل الوحي في أحد أديار رهبانيته وانفرد فيه إلى الله مستوحيا مبتهلا وقد كان فيه كعبة القصاد من رجال العلم يأتونه من كل حدب وصوب ليقفوا على آرائه الصائبة في اللغة. عرفناه كريم النفس واليد سخياً بعلمه ومعارفه وأدبه لا يخيب سائلاً ولا يرد طالباً. عرفناه أخيراً وعرفه جميع قراء مجلتنا (الزهرة) وقد خصها حضرته في سنتها الخامسة بأبحاثه القيمة حول نقد معجم (أقرب الموارد) وكان له في كل عدد مقال من هذا النوع يذكر له فيشكر عليه ليس منا فقط بل من كل من تابع هاتيك الأبحاث وجنى من فوائدها الجمة. . .

كنا نتمنى على الله أن يبقى حضرته بيننا إعلاناً لشأن الأدب في محيطنا ولكي نستزيده

فائدة ولكنا تمنينا من جهة أخرى أن يعود إلى جهاده في العراق إلى جانب خزائن كتبه الحاوية لكثير مما لا تحويه غيرها من نفائس المطبوع والمخطوط ومن ذخائر الأدب ما يمكنه معه أن تزداد اللغة من خدماته ويمكنه أن يتم ما أبتدأ به من الأعمال الأدبية خصوصا ذلك المعجم الكبير الذي سيكون الوحيد من نوعه إذا مد الله بعمره وابرز المعجم إلى عالم الأدب، ويمكنه أيضاً أن يستأنف إصدار مجلته (لغة العرب) وهي نطاق واسع لجهاده المبرور وأثر خالد لأعماله المجيدة ولسان ناطق يردد صدى أبحاثه وآرائه المفيدة بين الناطقين بالضاد.

هذا هو البطل العربي العصري الذي تألفت في العراق لجنة برئاسة فيلسوف الشعراء الأستاذ الكبير جميل صدقي الزهاوي وعضوية أكابر العلماء الأعلام هناك لتكريمه وقد سألت هذه اللجنة العالم العربي أجمع للاشتراك معها في هذا التكريم في حفلة تقام في بغداد في ١٦ من شهر أيلول الحالي. وإننا من فلسطين البلاد المقدسة، ومن حيفا ثغر الكرمل البسام إذا ما مددنا يدنا إلى أيدي القائمين بتكريم العلم والنبوغ شخص الأب الكرملي لنصافحها شاكرين لها المسعى فإنما نكون مخلصين بهذه المصافحة وحضرة المكرم عزيز على الجميع حقيق بالتكريم وجدير بكل ما يوجه إليه من الآيات الباهرات في مدحه وتعداد مناقبه وأفضاله.

<<  <  ج: ص:  >  >>