للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوبيل الأب الكرملي

ترنحت أعطاف الزوراء (بغداد) طربا ليوبيل حضرة العلامة الشهير صديقنا ورصيفنا الأب أنستاس ماري الكرملي (من آل عواد الأسرة اللبنانية المعروفة الملقبة هناك بماريني) وذلك احتفاء بمقامه العلمي الكبير فترأس تلك الحفلة الحافلة الشاعر الكبير الفيلسوف جميل بك صدقي الزهاوي البغدادي وألقيت الخطب النثرية والقصائد الشعرية وتبادل العلماء والأدباء التهاني بهذا المهرجان العظيم الذي نشاركهم فيه على بعد الديار داعين للمحتفل به بطول العمر للاستفادة من جهاده العلمي الدائم.

وللأستاذ الكرملي آثار ومباحث مهمة في اللغة والأدب والتاريخ والآثار والاشتقاق قلما يجاريه بها مجار تشهد له المجلات الكثيرة التي ملاها بمقالاته الرائعة وآرائه السديدة وأوضاعه اللغوية مما تداولته الأقلام وشهد به كبار العلماء ولا سيما المستشرقون في الأقطار الأوربية والأمريكية وقد كان لمجلتنا (الآثار) حظ من تلك النفثات الساحرة فأنه أتحفها مقالات نشرت (في المجلد الثاني الصفحة ٣٣٤ و٤٨١ و٤٩١ والمجلد الثالث ٣٤ و١٩٨ و٤٨٤)

وهو ضليع من كثير من اللغات الشرقية والغربية قوي البنية واسع الرواية جيد الحافظة وكفى بمجلته (لغة العرب) الطائرة الشهيرة في العالم شاهدا فأنه نشر منها قبل الحرب ثلاثة مجلدات مهمة ونشر جزءين من السنة الرابعة فقضت الحرب بتعطيلها وناله ما ناله من النفي وتشتيت خزانته الحافلة بالمخطوطات النادرة والمطبوعات المهمة ولما عاد سالما أستأنف خدمة الصحافة فنشر (لغة العرب) وهي اليوم في سنتها السادسة يعرفها القراء وجدد خزانته الثمينة وقد وضع أكثر من ثلاثين مؤلفا مهما منها (تاريخ بغداد) و (تاريخ العراق) مما طبع. ونشر معجم الخليل المعروف (بالعين) فأوقفته الحرب المذكورة عند ١٤٨ صفحة منه وأسس مطبعة الأيتام لرهبنته وله (تاريخ الكرد) و (اللمع التاريخية والعلمية) و (العرب قبل الإسلام) و (معجم كبير في موافقة العربية للغات الشرقية

والغربية) وغيرها من المخطوطات.

عيسى اسكندر المعلوف

صاحب مجلة الآثار

<<  <  ج: ص:  >  >>