للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإلهية لها (فرديناند دلسبس) فأفتتح قناة السويس. لكن منعت الرشيد موانع دينية فنفض يده منها كما نفضها منها قبله عمرو بن العاص للسبب عينه.

ومما يشين عهد هذا المولى العظيم قساوته ولا سيما قتله البرامكة الرائع، فلولاها لكان عهده الزاهر لأحسن آونة مرت بها دولة العرب. . . ونصوب نظرنا فإذا المأمون والأمين، حب الرشيد وزبيدة يعترضاننا وإذا قصتهما الفاجعة تنتحي بين طيات الصفحات وإذا تحكم المأمون يتلوها زاهيا. ففي أيامه ازدهرت الفلسفة اليونانية عند العرب وافتتحت المعالم (المدارس) لتعليمها وازدهرت سائر العلوم والفنون الراقية وكان موت هذا (الأمير العظيم الحكيم) ضربة صماء على العرب. ثم ينتقل كرادي فو إلى صلاح الدين وأعماله الكبيرة وانتصاره العظيم في موقعة طبرية الشهيرة، بمساعدة الأقدار وعن صداقته مع ريكاردس قلب الأسد وعن حكمته وكرمه حتى أن أعداءه كانوا يميلون إليه (وكادت تكون

بينه وبين زعماء الإفرنجة شبه صداقة) فلقد كان عظيما في حكمه عظيما في أعماله عظيما في حروبه.

نمر في هذا الجزء بتاريخ كثير من كبار الحكام في الإسلام أمثال هولاكو الذي ثار على غرب بلاده أو كما نعرفه اليوم على (الشرق الأدنى) وترك بغداد قاعا صفصفا ينعق فيها البوم وتتصايح على جثث أولادها الوحوش وتحوم حولها النسور. فمحمد الثاني فاتح القسطنطينية ومؤسس دولة الأتراك فيها. فسليمان وتيمورلنك ونتدرج بعد ذلك إلى غيرهم فيقع اختيارنا على (أكبر) أحد عظماء حكام المغول في الهند الذي كان عالما فيلسوفا. وكانت بلاده تضم من الأديان

<<  <  ج: ص:  >  >>