للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنلخص من هذا جميعه أن (المذمر) في لغة العرب هو عضو من أعضاء الجسم لا يعدو أن يكون (القفا) أو (العظمين في القفا) أو (العظم خلف الأذن) أو (الكاهل) أو (اللحي).

هذه هي المعاني التي يتعاورها لفظ (المذمر). وعبارة التاج التي نقلها الأصمعي وهي قوله (المذمر الكاهل والعنق وما حوله إلى الذفرى) وهي التي أستند إليها الأب أنستاس - موجزة فسرها الأصمعي نفسه وأوضحها بأكمل إيضاح.

ففي شرح نقائض جرير والفرزدق (جزء ١ ص ٣٥٢) طبعة أوربا عند قول الفرزدق:

(كيف التعذر بعد ما ذمرتم ... سقبا لمعضلة النتاج نوار

ما نصه:

(ذمرتم أي مسستم مذمرة عند نتاجه، وقال الأصمعي) للمذمر مكانان يمسهما المذمر: فأحدهما ما بين الأذنين إذا وجده غليظا تحت يده علم أنه ذكر. وإذا رآه يموج تحت يده علم أنثى. والمكان الآخر: أن يمس طرف اللحي فأن وجده لطيفاً علم أنه أنثى وأن وجده جاسئا (قاسيا صلبا) علم أنه ذكر اهـ)

فبعد هذه النقول كلها لا يصح القول بأن (المذمر) له معنى لغوي باعتباره يصح إطلاقه على الصورة النصفية للإنسان. وإنما (المذمر) مكان خاص أو عضو خاص من النصف الأعلى للإنسان بل ربما كان أكثر استعماله في الإبل كما مر صراحة وهو لعمري لا يعدو المكان الواقع بين الكتف والرأس في العنق كما قال الزمخشري في الأساس.

فالمذمر إذا مما يحسن أن يهديه صديقنا العلامة الكرملي إلى علماء التشريح عامة. أو علماء البيطرة خاصة.

إلاّ أن يكون لدى الأب المحترم علم أو قول لعلماء اللغة في تفسير (المذمر) لم نهتد بعد إليه. والسلام عليك وعليه.

المغربي

فنجيب حضرة الأستاذ المغربي صديقنا المحبوب عن كلامه النفيس بما يأتي:

(يعلم القوم أننا هيأنا معجما من الفرنسية إلى العربية كما أعددنا دواوين لغوية أخرى. وكنا قد وضعنا منذ نحو ثلاثين سنة لفظة (المذمر) لما يسميه الإفرنج وذلك بعد أن وقفنا عل كل ما جاء من الألفاظ التي تقارب

<<  <  ج: ص:  >  >>