للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى المطلوب له وضع ما يقابله في لغتنا، فلم نجد أحسن منها ولا نرى غيرها في لساننا يؤدي مؤداها. والذي زادنا تمسكا بها ما قرأناه في المخصص (٥٢: ١) (قال) ثابت: السمامة والآل: الشخص. . . وقد يكون الشبح والسمامة والسماوة شخوص غير الآدميين. وأنشد في الشبح. . . وفي السمامة. . . وفي السماوة:

سماوته أسمال برد محبر ... وصهوته من أتحمى معصب

يعني (بيتا) تظلل فيه في قائلة في فلاة من الأرض) اهـ. وهذا ما يسمى بالفرنسية كما هو مدون في معجمنا، ومن أسمائه في لغتنا المبينة: السواد، والجماء، والسدف (وجمعها

سدوف)، والشدف (وجمعها شدوف)، والزول واللام، إلى غيرها وهي كثيرة، فإذا كانت السماوة هي فما عسى أن تكون ولا جرم أن الصديق المغربي لو علم أن في لغة الفرنسيين لفظة أخرى تقابل كل المقابلة كلمة سماوة لما رضي أن تكون هذه الأخيرة مقابلة للإفرنجية

والذي يزيدنا تمسكا بالمذمر ما جاء عن ابن مسعود، فقد قال: انتهيت يوم بدر إلى أبي جهل وهو صريع فوضعت رجلي في مذمرة فقال: يا رويعي الغنم لقد ارتقيت مرتقى صعبا. قال: فاحترزت رأسه. قال الأصمعي: المذمر هو الكاهل والعنق وما حوله إلى الذفرى. انتهى عن التاج وكذلك شرحه ابن الأثير في النهاية. فهل يعقل أن يكون المذمر هنا القفا وحده أو العظمين في أصل القفا أو الذفرى؟ - أم مجموع كل ذلك إلى الكاهل حتى استطاع ابن مسعود أن يضع عليه رجليه الاثنتين؟ - فليصدقنا القارئ. والفرنسيون لا إلاّ إذا كان إلى الكاهل أي ولهذا أخطأ كل من نقل إلى لغتنا هذه اللفظة ب (صورة نصفية) إذ ليست كذلك، ويخطئ من ينقلها إلى قوله (السماوة) لأننا لو سلمنا أنها بمعنى أعلى الشخص أو أعلى الإنسان فهذا يفيدنا نصفه الأعلى وهذا خطأ كالسابق. دع عنك من قال: أن اللغويين جميعهم اتفقوا على أن السماوة والسمامة بمعنى واحد، وكلتاهما لا تفيد الصورة الواضحة المبينة للإنسان بل تفيد الشخص لا غير، والشخص هو كل شيء يرى غير واضح عن بعد، بل يرى كأنه خيال، بل (الخيال) نفسه هو من أسماء

<<  <  ج: ص:  >  >>