للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعر المنثور

ويسمى الشعر الحر أو المطلق أيضا، وهذا النوع من الشعر لا يشترط فيه أن يأتي من وزن واحد وقافية واحدة، بل أن يأتي من مختلف الأوزان، أما الذي يشترط فيه فهو صوغ الجمل من الألفاظ تلك الألفاظ التي يأتلف بعضها إلى بعض في الأوزان الشعرية حتى تكون الجملة منسجمة فتبرز الحقائق مصورة في قوالب شعرية، وبعبارة أخرى لا يكتفى بجمال النغمات الشعرية فقط بل بكمال جماله وروعة حسنه بوجود الفلسفة العالية وحقائق الحياة فيه فيثير العواطف الشريفة من رقادها لتتناول الفضيلة بأسهل متناول فهو لا يقل تأثيرا عن قسيمه الشعر المنظوم. ويجب أن تراعى فيه فواصل الجمل - صغرت تلك الجمل أو كبرت أي أن تكون الجملة مستقلة في رسم الخط، ويستحسن فيه ربط الجمل بأن يؤتى بعد كل جملة أو جملتين أو ثلاث - حسبما يطلبه المقام - بجملة صغيرة متكررة لتجلب الأذهان فتكون بمثابة البيت الأخير في بعض الموشحات.

هل الشرقيون أسبق من الغربيين فيه

لو رجعنا إلى تاريخه لوجدناه منتشرا بين الأمم الشرقية قبل أن يتفشى بين الأمم الغربية نخص بالذكر منهم العبرانيين فإن أدبهم قد امتلأ منه حتى إنه من كثرة تعاطيهم إياه أتتنا كتب الدين متضمنة شطرا كبيرا منه، ولو حفظ لنا تاريخ الأدب العبري كما كان مفصلا لرأينا الشعر المنثور قد ملأ أسفارا ضخمة ولم تذهب أشعار بقية شعرائهم كإضراب داود وآساف وسليمان وإرميا فإن الذي وصلنا من هذا الشعر المنثور اتصل إلينا بواسطة كتب الدين كسفر المزامير وسفر الجامعة وسفر نشيد الأنشاد وسفر إشعيا وسفر إرميا وسفر مراثيه وغيرها من أسفار التوراة فالذي يقرأها يحكم في الحال - على رغم تشويش الترجمة التي لم تفرغ في قوالب كما يرام - إنها شعر منثور ويعترف بالروح الشعري الطافح المترقرق في ديباجتها، وأنا لو حذفنا من سفر نشيد

<<  <  ج: ص:  >  >>