للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في مجيء الفرس مرات أخرى

يوم الجمعة الواقعة في الثلاثين من كانون الأول جاءت عساكر الفرس ومقدارها اثنا عشر ألفا مع قائد برتبة بكلربكي فاضطربت المدينة وأخذها الرعب ففتحوا أبوابها وخرجت العساكر والوجوه والأمراء والرؤساء وحدثت مقاتلة عنيفة بين الطرفين مدة أربع ساعات وأنتصف النهار والحرب قائمة فلم يقم المسلمون صلوة الجمعة ذلك اليوم، وبعد ذلك توجهت عساكر الفرس إلى القوريا (القرية) البعيدة عن المدينة نحو ساعة وبنوا حواليها سورا وأبراجا (قللا) عديدة صفوا عليها المدافع وكانت المحاربة بالمدافع والبندقيات شديدة جدا وتبدأ صباحا كل يوم ولا تبطل حتى غروب الشمس وذلك مدة عشرة أيام ومن بعد عشرة أيام أنتقل الفرس إلى (يوقارى زيوا) وهي محلة أو قرية مقابل المدينة تبعد عنها نحو ميل وبنوا حواليها سورا عاليا وأبراجا (قللا) ورتبوا عليها المدافع وكانوا يحاربون كل يوم ودامت محاربتهم عشرة أيام دون انقطاع ومن بعد عشرة أيام تركوا كركوك وارتحلوا وكان ارتحالهم يوم أربعاء الباعوثة. وفي سيرهم لم يزالوا يخربون القرى التي

عن يمينهم وشمالهم حتى بلغوا بغداد (بابل) وجمع طهماز خان على بغداد عساكر كثيرة لا تحصى وأقامها مقابلها وبنى الأسوار العالية وركب عليها المدافع وكان الحاكم في المدينة أحمد باشا ابن حسن باشا. والسكان في بغداد (بابل) وفي ضواحيها اعتراهم خوف شديد. وكانت عساكر طهماز خان تحارب أهل بابل كل يوم من الصباح إلى غروب الشمس دون انقطاع ومن عساكر الفرس ورد إلى كركوك نحو اثني عشر ألفا وهذه المرة الثالثة التي جاءوا فيها إلى كركوك وكان وصولهم في يوم الأحد الواقع في الثالث من أيار ودامت المقاتلة بينهم وبين أهل كركوك نحو أربع ساعات وقتل جم غفير من الطرفين وباتت العساكر مقابل المدينة وقامت صباحا وسارت إلى طهماز خان في بغداد (بابل) وشدد طهماز خان الحصار على بغداد وعمر على النهر جسرا عبر به إلى الجهة الأخرى مقابل بغداد وشرع من هناك يحارب الأهالي وأقتتل الطرفان ووقع عدد غفير من القتلى ودامت المحاربة على هذه الصورة أياما دون انقطاع وغدت المدينة تحت الحصار فلم يكن يأتيها القوت من مكان

<<  <  ج: ص:  >  >>