للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكما أن عانة من اقدم المدن في العراق؛ هي أيضا أطول مدينة فيه لأنها ممتدة على ساحل الفرات الأيمن إلى مسافة نحو ثلاث ساعات. أما عرضها فلا يتجاوز بناية بيتين في معظم الأماكن وهي مركز قضاء عانة، نقية الهواء حسنة الموقع جميلة المنظر تكتنفها طلول طويلة وقليلة الارتفاع وهي منحصرة بين هذه الطلول وبين النهر وتقدر نفوسها بنحو ٩٥٠٠ نسمة.

ويقابل قصبة عانة على ضفة الفرات اليسرى، قرية راوة الشهيرة وهي اعرض من عانة بكثير وبين أهل البلدين أحقاد قديمة كثيرا ما أدت إلى نشوب مصادمات بين الطرفين المتخاصمين فتذهب بعشرات النفوس وقد قلت هذه الحركات والفتن في عهد الحكومة الحاضرة بل يتوقع إنها تزول. وللقضاء ناحيتان هما الحديثة والقائم أما الحديثة، فمركزها قرية الحديثة القائمة في جزيرة وسط الفرات فيها نحو مائتي دار يسكنها زهاء ألف نسمة. ويرى محل الحكومة في موضع يقابل هذه القرية على ضفة الفرات اليمنى. وهي تنسب إلى أبي مدلاج التميمي كما روى الحموي ذلك.

وتتبعها قريتان مشهورتان في التاريخ: الأولى (آلوس) وقد كانت موطنا لبيت علم اشتهر في العراق وينسب إليها جماعة من فطاحل العلماء. واسم الثانية (جبة) وهي أيضا قرية قديمة وكلتاهما جزيرة في شرقي مركز الناحية.

أما ناحية القائم فمركزها خان (القائم) وهو عبارة عن مخفر للشرطة، يقع على ضفة الفرات اليمنى في آخر حدود المملكة العراقية. وتجاوره عشائر السلمان الرابضة في هاتيك الجهات. وتقرب منها مبان قديمة يتخذها قطاع الطرق مكامن لهم عندما يسلبون القوافل بين بغداد وسورية.

خرج اللواء ودخله

يصدر لواء الدليم كمية من الحنطة والشعير ومقدارا عظيما من الزفت والملح والقار والصوف والسمن والخيل الأصيلة. ويجلب ما تجلبه بقية الألوية من سائر المنسوجات والبقالية والعطارية وكذلك يجلب التمور والأرز من قضاء الهندية.

ويقدر دخل اللواء بنصف مليون ربية فقط وذلك تقديرا عاما على

<<  <  ج: ص:  >  >>