للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما نرمي إليه، بل نقول: لربما ينتج مما نبينه شرارة نور تنقدح منه. فنقول:

١ - نظراتنا في التمييز وغيره

لم يفرز حضرة الدكتور الألفاظ الفصيحة من الألفاظ العامية أو المولدة أو المحدثة أو المستحدثة أو التي وضعها هو بنفسه. واللغويون يحرصون على مثل هذه الفروق وكذلك يفعل كتبة العصر ممن يهمه رقي اللغة أو تمحيصها من الشوائب - ولعل قائلا يقول: لم يوضع هذا المعجم للغة بل للعلم، والعلم لا يهمه أن تكون اللفظة من الطبقة الفلانية أو من العهد الفلاني، إنما المهم التعبير عن الأفكار ليس إلا.

قلنا: إن الغربيين مع رقيهم وإمعانهم في الحضارة العصرية وتفننهم في المخترعات والمكشوفات يحرصون كل الحرص على تقييد كل شاردة وواردة ووضعها في محلها من الفصاحة والبيان. وهذا لا يمنعهم من اتخاذ أي لفظة كانت للتوصل إلى التعبير عن أفكارهم. وحسب المؤلف أن يضع لكل طبقة من المفردات علامة أو حرفا لتعرف منزلة اللفظة. وفي كل صفحة من صفحات هذا المعجم النفيس يرى القارئ اختلاط الكلمة الواحدة بالأخرى، أو إن شئت التشبيه: اختلاط الحجارة الكريمة بالحجارة اللئيمة، أو اختلاط الأمير بالمأمور، أو السيد بالعبد، إلى ما تحب وتهوى من التشبيهات. وأنا أضرب لك مثلا واحدا لا غير يقاس عليه غيره. فقد وضع حضرته بازاء هذه الكلمات ونحن ننقلها بحرفها: (طرخشون (أ. ب) - طرخسفري - أسنان الأسد (ابن البيطار) هندباء البر - اليعضيد. ومن اللغات التي وردت في كتب العرب: طرخشقوق (أ. ب) طرخشقوق (لسان العرب) طرخجقوق (التاج وأبو حنيفة) طلخشقون (مفاتيح العلوم للخوارزمي) طلشقوق. طرشقون. تلخشكوك. تلحسكوك. طرخشقون. طلحشقون. طرحشقوق. (أ. س) طرشقون).

فليست كل هذه المفردات تعامل معاملة واحدة في الفصاحة والعروبة والمحوضة فاليعضيد أحسنها. ثم يليها هندباء البر، فطرخشقون فلغاتها المختلفة. وفي الآخر تلخشكوك وتلحسكوك لأنهما أبعد أخواتهما عن المعرب الحقيقي. ثم أن

<<  <  ج: ص:  >  >>