للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانوية في كل من بغداد والبصرة والموصل ويدفع إدارتها إلى أخوة المدارس (الفرير) فاستحسن الكرسي الرسولي مشروعه وشجعه على إخراجه إلى حيز الحقيقة لكن المنون حالت دونه رحمه الله رحمة واسعة!

١١ - حبا لملك أور

منذ خمسة آلاف سنة، قتل في مقبرة ملك أور (المقير) إحدى عشرة امرأة من نساء الملك وحظاياه، مثقلات بالحلى والتمائم وستة جنود صناديد مدججون بالأسلحة، واثنان وأربعون عبدا وآمة، كل ذلك قياما بخدمة ملكهم الميت حينما يبعث للحياة الأخرى.

وقد حملت آثار هذه المقتلة الفظيعة إلى لندن في هذه الأيام وأودعت دار تحفها، فأقبل الناس على مشاهدتها إقبالا غريبا.

ومكتشف هذه المقبرة المستر ليونرد وولي كبير منقبي الآثار في أو الكلدان وهذه الآثار يرجع عهدها إلى زمن إبراهيم الخليل.

ولما فتح المستر وولي ذلك المدفن رأى جثث القتلى مطروحة على الأرض كما سقطت حين قتلت. وقد صدئت خوذ الجنود النحاسية وما زالت الحلى والجواهر فوق عظام الحظايا وهي مكدسة حول تابوت الملك وبجوارها جون فيها أدوات الزينة والخضاب والطلاء.

وبين الضحايا التي ضحي بها في المقبرة ستة ثيران كانت تجر عجلة تابوت الملك، وبقيت أصقالها مطروحة على الصعيد بين بقايا أطواقها الفضية وأعنتها الملبسة بالذهب وعلى مقربة من رؤوس الثيران أصقال السواس وعلى مقاعد العجلة جثث سائقيها.

وقد نقلت هذه الأصقال إلى متحفة لندن فيشاهد فيها المتفرجون آثار تلك القتلة القاسية، فمن جماجم جنود غائصة في خوذهم، إلى عقود الفضة والذهب والدمالج والخلاخيل، إلى أقراط وشنوف كانت الحظايا يتزين بها. وقد نظفت تلك الحلى على أحسن ما يكون، فبدت لماعة براقة كأنها خرجت الآن من أيدي صانعيها مع أنه مر عليها خمسة آلاف سنة.

وأجمل هذه العاديات وأكثرها إثارة للخواطر ذاك التاج الذي كانت تلبسه الملكة (شبعاد) وقد دفنت جثتها بعد دفن زوجها لترافقه في الدار الآخرة.

والتاج عجيب الشكل، بهي المنظر متخذ من أسلاك الذهب. وفي موقعه

<<  <  ج: ص:  >  >>