للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ببيروت سنة ١٨٦٦ وديوان شعر عني بطبعه ولده. رفيق أفندي عام ١٩١٠ في اللاذقية.

شعره

شعر الياس صالح كأكثر شعر القرن الماضي لا يخرج عن حدود القديم المعلوم من مديح ورثاء وغيره مما هو ليس شعرا موضوعيا كما يجب أن يكون الشعر العصري ولا يخفى علينا أن من واجبات الناقد أن يراعي في نظره الشاعر وزمانه ومحيطه وعليه كان الياس صالح في محيط لا يخرج كله عن الطور القديم وكثيرا ما نراه لا يطرق الشعر إلا لدى طلب منه في مديح وتهاني. ورثاء وتأريخ لمولود وسواه وقد وصفه محمد بك بهجت - (المدير الثاني للمدرسة السلطانية في بيروت المنتدب مع رفيق بك التميمي مدير مدرسة التجارة فيها في أثناء الحرب وقد انتدبهما عزمي بك والي بيروت حين ذاك لوضع تقويم طويل عن ولاية بيروت وملحقاتها) - وصفا يستدل من ورائه أنه لو لم يكن في ذلك المحيط بل في محيط آخر لكان له شأن يذكر قال: (وقصارى القول إن الياس صالح شعر في حياته بكثير من الهياج وحلول جهده أن يبثنا إياه ويطلعنا عليه ولهذا يجب على اللاذقيين عامة والمسجيين منهم خاصة أن لا ينسوا اسمه لأنه استطاع تحريك الاحساسات التي تخفق لها قلوبهم وتقريرها. وقدر على نقل حالتهم الروحية وتثبيتها.)

هذا مجمل ما وصفه به محمد بك بهجت وزميله وها أننا نأتي بأمثلة من شعره فيما يلي لمختلف الأغراض ومتباين الغايات وللقراء الكرام الحكم.

كان الشاعر متصلا بأكثر أدباء وشعراء عصره بالمراسلات الشعرية ومن أصدقائه فرنسيس مراش الحلبي شاعر حلب والسيد أحمد وهبي ونقولا بك نوفل وسواهم وأكثر مراسلاته كانت مع المراش ودونك قطعة من رسالة أو استهلها بالنسيب كعادة الكثير من شعراء العربية قال:

حتام تصبو يا فؤاد وتكلف! ... وتكلف العين البكاء فتذرف؟

وتميل نحو الغانيات فتنثني ... عنها وأنت من المعاطب متلف؟

<<  <  ج: ص:  >  >>