للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مراعاته وذلك بعنوان (واجب الفن):

من واجب الفن تصوير الحياة كما ... ترى الحياة بآمال وآلام

لا يترك الشر منبوذا لخشيته ... أو يرسم الخير سلطانا بأحكام

بل يرسم الدين والدنيا كما ظهرا ... في مظهر ساقط أو مظهر سام

وفي تضاعيفه للحق منزلة ... هي الحياة تناجي عطفك النامي

كذلك من واجب الفن الصحيح هدى ... هذي النفوس وإرواء الهوى الظامي

وإن سألت عن مجمع فنون الشعر الذي جل عن التقدير والاختبار فهو في قصيدته (مجمع

الفنون ص ٧٠٣) يريد به الشعر إذ قال:

عزفت ملء رنين القلب أشعاري ... وكان لي منه أصدائي وأوتاري

قيثارة صدحت باللحن ضاحكة ... حينا وآنا بكت في وجدي الناري

كم بين جنبي من شعر ومن نغم ... أحبه لم يزل سري وإضماري

فإن سمعتم أناشيدي مرتلة ... فما سمعتم مزاميري وأسراري

لكن كفتكم أغاني مهجتي نخبا ... من كل لحن عجيب الروح سيار

والشعر يحيي الأغاني في النفوس كما ... يحيي النسيم أغاني الجدول الجاري

كأنما جمعت فيه الفنون كما ... يؤلف الروض أطيارا بأزهار

فلا تعيبوا جمال الشعر عن خطل ... جماله روح أرواح وأفكار

وفي ص ٥٥٣ قصيدة عنوانها (ضمير الخالق) يعترف فيها بأنه قطعة من المجدد المعيد فلذلك يقول:

وأنا المقر بأن كلي قطعة ... مما أراه مجددا ومعيدا

وتراه يتطرق غالبا إلى عظماء التاريخ فيبحثهم ويوفي بحق كل منهم ففي ص ١٥٨ يقول للفردوسي ناظم الشاهنامة:

شاب الزمان وماتت الأعوام ... وحجاك حي لم يرعه حمام

يا فيلسوف الشرق غير مدافع ... هومير إن يكرم فأنت إمام

<<  <  ج: ص:  >  >>