للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الكشافة]

ضربوا الطبول واصدحوا الأبواقا ... ومشوا على نهج الحياة رفاقا

متهيئين لدفع كل ملمة ... ومعارضين لمن يثير شقاقا

الصدق ديدنهم وكل فضيلة ... كي ينشروا بين الشعوب وفاقا

قد دربوا في المعضلات لحلها ... في حين أن جعلوا الطباع رقاقا

يتسابقون إلى الصلاح لأنهم ... طبعوا عليه فنوروا الآفاقا

ألفوا المعونة والطموح مع الحجا ... طلبوا النجاة وهذبوا الأخلاقا

نشروا السلام على الأنام ولم يزل ... إصلاحهم يبدو لنا مصداقا

هم صفوة الناس الكرام لفضلهم ... وهم الذين تعودوا الإحقاقا

هم أخوة في المعضلات وفي الهنا ... وبهم طريق أولي الرذائل ضاقا

لا فرق بين قريبهم وغريبهم ... فلقد سقوا كأس الوفاق دهاقا

درسوا العلوم مع الفنون وكلهم ... أضحى إلى نيل العلى مشتاقا

حسنت مآثرهم وراق مرادهم ... وشموس مسعاهم رأت إشراقا

بعثوا نفوسهم لأفضل مأرب ... والشهم من نحو الفضائل تاقا

وقفوا تجاه الخطب بغية صده ... والخطب لولا البأس ليس يلاقى

فشعارهم (أن يستعدوا دائما) ... ويثابروا كيلا يروا إخفاقا

تخذوا الإشارات الخفية مرشدا ... فتجنبوا الأوهام والأعماقا

واستخدموا شتى الرموز وسيلة ... لنجاحهم فبدوا بها حذاقا

لو كان جيد للصلاح لأصبحت ... أعمالهم حقا له أطواقا

من هؤلاء الشوس فينا ثلة ... لبلادهم قد أرخصوا الأعناقا

تركوا المقال وباشروا أعمالهم ... سرا ليحيوا بالجهود (عراقا)

فهم الحصون لدى الدفاع ومطلق ... لمقيد يرجو بهم إطلاقا

إن كان قولي في الخيال فيالها ... من جنة ضربت علي نطاقا

أو كان قولي للظنون مباءة ... فجميل ظني يورث الأشواقا

بغداد: مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>