للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومما هو جدير بالذكر أن الكسرواني لشدة حرصه على النفي المشددة فيه قد يضع حرف الشين في آخر الجملة ولا ينساها فيقول: كل القديسين عليهم السلام: (لكن مش مثل مار

أفرام) أو (ما مثل مار أفرامش) و (يا ولد لا ترحش على الكروم) أو (يا ولد لا تروح على الكرومش) أو بالأحرى (أترحش) بدلا من لا ترحش.

٥ - شيوع بعض الكلمات بين الكسرواني والمالطي بمعنى غير معناها الأصلي أو اللغوي وهي عديدة وليس لي في ذاكرتي منها الآن سوى كلمتين: (يانا) بمعنى أنا وتلفظ أو وحزين بمعنى الشيء الرديء فإن المالطي لا يعرف كلمة تجيء بمعنى الرديء أو الخبيث سوى كلمة حزين

وقد كنت اسأل نفسي عن غرابة هذا الأمر حتى توفقت لفهمه مصادفة كما يأتي:

كنت أتجول في ربوع لبنان الشمالي ولما عييت من تسنم الجبال ألقيت عصا الترحال في ظل كرمة تدلت عناقيدها وقد صفت ماءها الشمس فكانت كحبات البلور النقي، فطلبت من صاحبة الكرمة أن تبيعني عنبا فأبت بقولها: أهلا وسهلا فيك نحنا انبيعش (أي لا نبيع) قد أبدك (ما بدك) (بقدر ما بودك أو ما تود): صحتين!

ثم إنها نادت ابنتها وأعطتها سلة وأوصتها بأن تقطف لنا عنبا ناضجا. وإذ كانت تلاحظها رأت أن الابنة تقطع الحصرم مع العنب فقاطعتها: (ولك يا سعدا!) (أي ويلك) (اتقطعيش) (أي لا تقطعي) المليح - مع (الحزين) -

ففهمت أن كلمة حزين بمعنى الشيء الخبيث هي أيضا معروفة عندهم. ومن هذا القبيل ما يقوله المالطي واللبناني سواء. و (الكل) بمعنى أيضا.

فاللبناني يقول مثلا: راح معهم ابني والكل (أي أيضا) أو كقوله: ويش! (وايش - أي شيء) - (ويش! سخرت حمارتي. . . بدك تسخرني والكل!) (أي أتريد أن تسخرني أنا أيضا) وفي المالطي مثلا

<<  <  ج: ص:  >  >>