للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرباع الميل أو ما يزيد وارتفاع أعلى ما فيه يبلغ من ثلاثين إلى أربعين قدما وفيه قطع من الآجر مبعثرة وهناك طرف من سور معقود بالآجر تبرز تضاريسه هنا وهناك بصورة متقطعة وهذا المنظر لا تفرد به بسمى بل يكاد يكون شاملا لعدد كبير من أنقاض المدن القديمة المنبثة على سطح تلك الديار.

إن الفحص الذي يستغرق خمس ساعات لا يسفر طبعا عن اكتشافات عظيمة الأهمية وكل ما أمكننا العثور عليه كان بقايا بناء واسع من الآجر واللبن (واللبن هو الطابوق المجفف بالشمس) ووجدنا في مجرى قناة بالقرب من سطح الأرض قطعا عديدة من الصفائح وبينها صفيحة كاملة غير إنها لسوء الطالع لم يكن منقوشا عليها اسم المدينة التي نبحث عنها والظاهر إنها كانت قديمة العهد وذات شأن كبير إذ كانت تصلها ببلدة نفر ترعة تجري فيها السفن فإن نهر النيل كان يجمع بين هاتين المدينتين إذ على طول مجراه تمتد سلسلة رواب صغار هي أطلال بلاد قديمة.

وإن صح إن موقع بسمى يمثل مدينة اسين فسوف يتيح الحظ لأحد النقابين أن ينبش بمعوله هذه البقعة ويعثر على آثار ذات قيمة ثمينة ويتوقع إنها تظهر مدافنها.

وقد كتب الدكتور بنكس عن هذه الأطلال قائلا: طفت حول بسمى والهواجس تتقاذفني لأني لم أكن أدري أكانت هذه الأنقاض تضم بقايا آثار من عهد العرب القدماء أم من عصر الفرثيين أم الفرس أم من زمن نبوكد نصر. فهذه التخيلات باتت تنتابني ولم أهتد إلى

الإجابة عنها حتى لفت نظري قطع من الخزف الملقاة هنا وهناك فعلمت من هيئتها إنها قديمة العهد ثم عثرت على منشار من حجر الصوان وعلى قطعة من إناء جزع (ضرب من الحجارة الكريمة) وعلى مسافة قليلة وجدت قطعة من الآجر ذات هيئة مسنمة - فحينئذ علمت بل تحققت إن أطلال بسمى ضمنها آثار قديمة العهد ترتقي إلى أوائل حضارة بابل.

وقد وصف أيضا الدكتور المشار إليه أنقاض بسمى فقال ما معناه: كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>