للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شئت لتتحقق أن (الخصم) هو المجادل لا غير بغض النظر عن صداقته أو عداوته لك. فلو رجعت إلى كتاب صديقنا صاحب (البستان) لثبت لك الأمر، هذا إن لم يكن بين يديك معجم آخر. إذن سقطت جميع أوهامك فينا إذ ليس هناك استخفاف برأي من

يخالفنا ولا اعتداد بعلمنا دون علم غيرنا.

٤ - يعارضنا حضرته في إن (ها) التعريف مقتطعة من فعل الوجود العبري وهو (هوه يهوه) بحجة إن الأقدمين لم يقولوا بقولنا كما لم يذهب إليه أحد من المستشرقين. فيا له من كلام يزري بالجمان! فلو كان لمثل هذه الأدلة قوة لما اشتغل أحد في أمر ولما كان رقي هذا العصر. فيا حضرة الأستاذ إن المسألة مسألة اجتهاد، ولا ينظر فيها أكان الأقدمون قالوا بها أو لم يوافقوا عليها. وعقلاء عهدنا هذا يأخذون بما يقبله العقل من الحجج والبراهين لا ما تحتقره أو لا تقنع به. فقد مضى زمان هذا الرأي الفطير مع أصحابه والنازعين إليه. فكيف تقول به حتى الآن؟

٥ - ذكر لنا حضرته مذهبي اللغويين: مذهب التوقيف ومذهب الاصطلاح أي مذهب النشوء والارتقاء في وضع الألفاظ وهو أمر قد أكل عليه الدهر وشرب والذي لم يحسن إيراده إنه جهل أن هذين المذهبين قد يعودان إلى مذهب واحد أي إلى أن الواضع الأول للألفاظ قد وقف على أسرار الطبيعة فوضع لها الكلم جريا على محاكاة ما فيها لا على ما يعن له من الكلم التي تخالف أوضاع محاكاتها فلا جرم إن الأسماء سابقة للأفعال في المعنى والوجود لكن ليس في هذا السبق مئات أو ألوف من السنين بل (سبق معنوي) لا غير ولهذا أصبح ما بنيته من القصور والعلالي أوهى من خيط العنكبوت.

٦ - رجح حضرته إننا أطلعنا على كتاب محاضرات العلامة جويدي وأنا اقتبسنا منه رأيه في أصل الهمزة. ويعلم الله أنا لم نقتن هذا الكتاب ولم نطالعه والأستاذ كثير الظنون الواهية المعتمد. وكان أيضا قد نسب إلينا أنا طالعنا مقالاته في أصل (الخليفة وقريش والأديب) ردا علينا مع أنا لم نطالعها حتى مذ أن أشار إلى ورودها في المقتطف، ما خلا مقاله الأخير الذي أدرجه في

<<  <  ج: ص:  >  >>