للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

البلاد الأخرى فيرغبون في الاقتداء بهم ولا سيما أكثر الأهالي يسافرون إلى العاصمة وحينما يتحققون سير العلم وأهميته فيها وانتشاره العجيب وكثرة المدارس واكباب جميع الناس على تحصيل الآداب والعلوم يرجعون إلى بلدتهم متدفقين غيرة ونشاطا فيبعثون هذه الفكرة بين ظهرانيهم بالكلام والتشجيع والنصائح وغير ذلك وسوف نرى مندلي بعد سنين قليلة في عداد المدن المتمدنة.

والبلدة تشتمل الآن على مدرسة ابتدائية أميرية تامة العدة ذات ستة صفوف وهي قريبة من

صرح الحكومة ونظم فيها الصف السادس في أيلول من سنة ١٩٢٧ وما زالت في تقدم يوما فيوما يسعى رئيسها المفضال (نظيف أفندي) مدير مدرسة بعقوبا سابقا. ومعلميها الكرام الذين يبذلون كل مجهودهم لإعلاء شأنها وترقيتها بجميع الوسائل الممكنة وقد بلغ مجموع تلامذتها نحو المائة والعشرين ونؤمل أن يزداد هذا العدد أضعافه لأنه قليل بالنسبة إلى سكان البلدة وهذه المدرسة قديمة يرتقي عهدها إلى نحو ٣٠ سنة وقد كان في بناء هذه المدرسة نواقص كثيرة فأتمت وأصلحت منذ سنة ١٩٢٦ إلى سنة ١٩٢٩ وذلك لقدم البناء وميلان أكثر جذوع السقف ولا نزال تجري الإصلاحات فيها وبنى فيها غرفتان جديدتان في سنة ١٩٢٨ بسعي مدير المدرسة السابق (أحمد حمدي) فبلغ ما أنفق على تعميرها وإصلاحها في هذه السنين ما ينيف على ٣٠٠٠ ربية فصار عدد غرفها الآن تسعا: غرفتان للمدير والمعلمين وواحدة لأدوات الكشافة والست الباقيات للصفوف الستة والمدرسة ذات طبقة واحدة فقط.

وفي عهد الأتراك كان عدا المدرسة المذكورة مدرستان أخريان الواحدة رشدية أرقى من الحالية وقد تخرج فيها أكثر أدباء مندلي وأشرافها أذكر منهم السيد عز الدين آغا النقيب وأخاه الياس آغا. والسيد محمود آغا رئيس البلدية في سنة ١٩٢٩ والسيد ظاهر البندنيجي وغيرهم أما الآن فقد أصبحت مقرا للسيارات (كراج) والمدرسة الأخرى أولية كان فيها ٣ صفوف والآن هي بيت كسائر البيوت. فكانت المدارس الرسمية إذاً ثلاثا في زمن الأتراك والآن ليس فيها إلا واحدة وفي المدينة مدرسة صغيرة للإسرائيليين يدرسون فيها أصول ديانتهم واللغة العبرية ولا يتجاوز عدد تلاميذها الثلاثين.

(ميخائيل توماس أحد المدرسين في وزارة المعارف العراقية)

<<  <  ج: ص:  >  >>