للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من طائفة من المؤلفين وهي ليست في اللسان، وذهل عما في هذا السفر الجليل.

ثم إننا رأينا من الحسن أن نجمع ما تيسر لنا من ألفاظ الفصحاء الأقدمين وكلم المولدين ومفردات العوام وننبه على كل حرف من هذه الحروف لكي لا يختلط الشيء بالشيء فيبقى الدر درا والبعر بعرا على حد ما فعل صاحب القاموس والتاج وغيرهما الذين ذكروا المولد بجانب الفصيح كلما سنحت لهم الفرصة، إذ كانت الغاية الأولى من جمع تلك الكتب اللغوية تفهم القرآن والحديث لا غير.

أما اليوم فإن حاجتنا اتسعت بتبحر العمران والحضارة واحتكاكنا بالأجانب ومحاولة هؤلاء الناس قتل لغتنا فقتل قوميتنا فقتل كل ما يتعلق بهذه الربوع الشرقية العزيزة مهبط الوحي ومصدر العرفان ومنبع التمدن الصادق.

وقد ذكرنا في جانب كل لفظة نجارها إن كانت دخيلة، أو أصلها الثنائي إن كانت عربية. ثم ذكرنا بجانبها جميع الألفاظ التي تشابهها من بعض الأوجه وإذا عثرنا على لفظة لم نجدها في المعاجم ذكرنا محل ورودها ليطمئن إلى صحتها أو إلى وجودها من يبحث عنها

أما إذا وردت في التاج فلم ننبه عليها. ولم نأنف من ذكر المولدات والعاميات والمعربات التي تدور على بعض الألسنة من أهل هذا العصر كما فعل بعض اللغويين الذين امتازوا بمباحثهم الطويلة. ونشير إلى فصيحها حتى يهجرها الفصيح ويعرف معناها بعد عهد طويل من يجدها في بعض المدونات الخطية.

واليوم نجد بعض التآليف المصنفة في عهد العباسيين وفيها مئات ومئات من الكلم التي لا نفهم معانيها لأننا لا نجدها مدونة في كتبنا اللغوية ولو وجدناها لما فاتنا شيء من تلك الأسفار المفيدة. دع عنك قصور لغتنا الحالية من أداء المطلوب منها في الصناعات والفنون والعلوم العصرية وما ذلك إلا لأن المولدين الذين عرفوا ما يقابل كثيرا من هذه المفردات لم يودعوها الصحف اللغوية ولم يشرحوها الشرح الكافي فذهبت أتعابهم أدراج الرياح لقلة اهتمامهم بذاك الضرب أو تلك الطبقة من تلك الألفاظ.

وقد جمعنا بقدر طاقتنا بعض أوضاع النبات والحيوان والمعادن ووضعنا بجانبها ما يقابلها عند الإفرنج حتى إذا أراد البعض أن يتقصى في البحث يعمد إلي تأليف الاختصاصين لينال منها بغيته.

<<  <  ج: ص:  >  >>