للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دكة أخرى في الغرفة الثالثة عشرة وهي عبارة عن سرداب آخر مشيد على طرز دور العراق والشيء الذي لابد من الإشارة إليه هو أن معظم الغرف التي نحن بصددها صغيرة جدا ومنها ما يمثل غرف دور الشرق الحديثة العهد لأن الشرقي يفضل هذه المخادع على غيرها لتقيه الكوارث الطبيعية من أعاصير وزوابع وأمطار ولفحات الشمس المحرقة.

ولاحظ النقابون أن الغرفة الأولى والسابعة والثامنة وغيرها لا تسع أكثر من فراش واحد ويحتمل أن هذه المخادع كانت غرفا للنوم وهي تختلف كل الاختلاف عن حجر المنام في هذا العصر وربما كانت هذه الغرف أماكن لتوقيف المجرمين.

إن الآثار التي وجدت في القصر كانت قليلة جدا بالنسبة إلى عدد حجره فكان ما عثر عليه لم يتجاوز الثلثمائة عادية ولم تكن جميعها سالمة ولا صحيحة بل منها المثلوم والمكسر ومعظمها ملوث بالأوساخ وقد وجدت هذه ملقاة بين النفايات كأنها من سقط المتاع ولم يكن لها قيمة ما وكانت منزلتها كمنزلة الرسائل العادية في أيامنا هذه فإننا بعد أن نقرأ ما فيها نحجبها ونلقيها في سلة المهملات وقد شوهد للغرفة الثالثة خاصية لم نر مثلها في غيرها فإن الحفارين بقدر ما كانوا يتوغلون في التنقيب والبحث في طيات أرضها كانوا يعثرون على عاديات وقد أفضى بهم الحفر إلى عمق أربعة أمتار حيث لم يعثروا على شيء من العاديات وصفائح الآجر وأغلبها وجد محطما ومؤلفا من قطع عديدة وإحداها كشفت بصورة شظايا مبعثرة فجمعت معا فتقوم منها عادية بكتابة منقوشة على وجهيها بشكل دقيق سنيع

وكان طولها قبل أن حطمت لا يقل عن ٤٠ سنتيمترا.

إن الكتابة التي وجدت على صفائح الآجر لم تكن بقدم الكتابة التي اكتشفت في الهيكل المنقوشة على شذرات الذهب وعلى شظايا الإناء فإن تاريخها لم يكن معلوما لأنه لم يدون فيها سوى اليوم والشهر أما السنة فلم تذكر فيها وعليه أن نص الكتابة وصورة الصفائح تماثل نصوص وصور صفائح الآجر في عهد حمرب ملك بابل وذلك قبل الميلاد بأربعة وعشرين قرنا وقد ظهر من بعض تلك العاديات أن القصر كان ملك حاكم عظيم أو أحد نبلاء البلاط

<<  <  ج: ص:  >  >>