للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن العقول إذا تأثرت بمؤثر واحد ثبت أنها مشتركة في اتجاه الأفكار. وهذا هين على القارئ الصبور لولا أنه قال في ص ٨٤ عن العرب واليهود (على أن هناك مقياساً آخر يجب ألا ينسى وهو ما قلته في ما مضى من أن الصلة الدموية في العنصر والتقارب في اللغة والأخلاق هو أساس التشابه بين العقلية واتجاه الأفكار والأدب بين العنصرين) فكأن التاريخ إثبات فنقض فاعتدال في أمر واحد.

٥ - وقال في ص ٨ (كانت فلسطين بمثابة القنطرة التي تربط بلاد العرب وسورية من جهة ومصر والعراق من جهة أخرى) ولم نتمكن بعد من توهم هذه القنطرة الخيالية المخالف وضعها للحقيقة فأين مصر عن العراق حتى يقابلا سورية وبلاد العرب؟ فالصواب أن يقال (كانت فلسطين ميتاءاً بين سورية والعراق وبلاد العرب ومصر) وفي المصباح المنير (ويقال لمجتمع الطريق: ميتاء).

٦ - وعلق في ص ٢٩ بقول السموءل (ولا ينفع الكثير الخبيت) ما نصه: (في نوادر أبي زيد الأنصاري طبع بيروت ص ١٠٤ أن الخليل سأل الأصمعي عن الخبيت في هذا البيت، فقال: يريد الخبيث وهي لغة خيبر ويروى لغة قريظة فقال له الخليل: لو كان لغتهم لقال: الكثير) كذا بالثاء المثلثة وهو وهم لأن الخليل أراد (الكتير) بالتاء المثناة.

٧ - وقال في ص ٣٠ (أنتجته قرائح مختلفة) والصواب (نتجته) بحذف الهمزة لأن الثلاثي أفصح من الرباعي ولأن الرباعي أشتهر في (أنتج كذا أي حان نتاجه) فالهمزة للحينونة.

٨ - وقال في ص ٣٧ (فيقاتلون جيوش الحبشة في اليمن قتالاً شديداً رغم ما كانت عليه) وقد جعل (رغما) منصوبة ولنصبها وجهان أولهما أن تكون (مفعولاً من اجله) فيكون القتال (من أجل رغم ما كانت عليه) وليس بمطلوب والثاني أن تكون (صفة لمفعول مطلق) نائبة عنه والتقدير (قتالا رغم ما كانت) والمعنى فاسد، فالصواب أن يقال (على رغم) كقول الشاعر:

وما هي إلا كالعروس تنقلت ... على رغمها من هاشم في محارب

أو (على الرغم مما كانت عليه) كما في مختار الصحاح، أو (برغم ما) كما في قول أبن ميادة ص ٣٢٧ من ج٢ من الأغاني:

<<  <  ج: ص:  >  >>