للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صنع، ورفع بدع، وإزالة جور، وببان شجاعة فيه. . . فذكرته ليقرأ كل يوم فيكرر ذكره ويكون باعث الخير ومذكراً به، ولينطق بالدعاء له من قرأه. .) اهـ.

والظاهر من مطالعة هذا الكتاب وعدد أبياته أنه كان ختمه في ما يزيد على الألف بقليل ثم أضاف إليه مقداراً وافراً حتى بلغت أبياته ما ذكر في أول البحث.

مقابلات مجملة بتواريخ عراقية

أن هذا الكتاب يمتاز بكثرة المادة والتوسع في الوقائع مع إيضاح الماضي والنظرات العامة وتنوع الفصول والتشريعات الوافية عن حالة العشائر وتدوين سجاياها وإيراد أسماء شيوخها بإسهاب فالفرق بينه وبين كلشن خلفاء أنه يفصل وكلشن يجمل وأن كان يرمي كل منهما إلى عين الغرض في التعليل وفي ترويج السياسة فكلاهما مشى على خطة واحدة كأن لا يوجد غيرها. وكانت السياسة محدودة طبعاً وكتوبة في الغالب لا يبوح بها عارفها إلا لمن أوتمن منه أو نال مركزاً رفيعاً فينجلي له الأمر بوضوح. . . وهكذا مشى على هذه السياسة صاحب الدوحة وصاحب مرآة الزوراء. .

أما حديقة الزوراء فكأنها مأخوذة منه عيناً وباختصار كبير لولا أنها تزيد أكثر فيما يولد شقة الخلاف بين الحكومة والعجم ويروج ذلك بين الأهلين بمقتضى حالة ذلك الزمن إلا أنها لم تشر إلى أنها أخذت منه. وعلى كل حال يصلح هذا التاريخ لتصحيح أعلام الحديقة وتثبيتها وذكر ما أهملته ويفيد لإصلاح السهو والغلط فيها وهو أوسع منها بكثير. وكل ما يقال الآن أنها قصرت عنه باعاً وإطلاعاً. . .

ومن العجب أن لا يطلع صاحب الدوحة على هذا التاريخ فلم يتعرض لذكره وأن كان أشار إلى أنه كتبت في مناقب بعض الوزراء كتباً ورسائل كثيرة والظاهر أن صاحب كلشن أيضاً لم يطلع عليه ولو كان ذاك لناقشه في مواضعه أو أنه أجمل ما بسطه بمقتضى أسلوبه والخطة التي مشى عليها وأنه شاهد حوادث ذلك أساساً فلم يجد معارضة منه ليقارعه ولا رأى ضرورة للنقل عنه وأن كان بدأ بتاريخه قبل صاحب قويم. . .

ولا يعاب إلا من جهة أنه كتب في اللغة التركية وأنه منظوم، وهذا يدل

<<  <  ج: ص:  >  >>