للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا الداء يسري بسرعة عجيبة إلى سائر النخيل فيتلفها، وإذا أهملت المعالجة ولم تؤخذ التدابير الواقية أو الشافية تعم البلوى، ولا يبقى اثر لمحصول النخيل، بل ولا يمكنكم أن تجنوا منه شيئاً بالنسبة إلى العام الماضي، أو أنكم تجنون ثلاثين بالمائة فقط، إذا أخذتم الوسائل اللازمة لدفعه قبل أن يعم البلاء.

أما الحكومة السنية فإنها تبذل كل ما في طاقتها لتبعد عنكم هذا الداء، وقد أخذت التدابير اللازمة للبلوغ إلى أمنيتها. وهذا لا يمنع الملاكين وأصحاب البساتين وأرباب النخيل من أن يتذرعوا بالذرائع الآتية وهي:

١ يجب قطع جميع السعف المصاب بالداء منعاً لسرايته.

٢ بعد قطع السعف المصاب بالداء يهيأ إناء يوضع فيه ماء ويحل في كل مائة درهم منه درهمان من الليزول (وهي مادة سائلة توجد في الصيدليات أو الاجزائيات)، أو ان يحل في كل مائة درهم من الماء خمسة دراهم من الزنجارة (كبريتات النحاس) وبعد أن تحل إحدى هاتين المادتين بالنسبة المذكورة تغمس مكنسة في ذلك المحلول، ويرش بها السعف السليم حتى يشمل الرش السعفة كلها خوصها وعسيبها. - وهناك طريقة ثانية للرش وهي أن يؤخذ من البلدية المضخات (الطرمبات) التي كانت تستعمل في أيام الهيضة (الكولرة) وتملأ من ذلك المحلول، ثم يرش النخيل بها، فيكون حينئذٍ الرش بها محكماً وهذه الطريقة

الأخيرة هي احسن من الأولى.

وعلى كل حال فإياكم الإهمال، لأن من ورائه فشو الداء، وعموم البلاء، وقانا الله منه. - هذا وقد أبلغتكم وما على الرسول إلا البلاغ، والسلام على من اتبع الهدى.

وجيه مدير الزراعة في ولاية بغداد

(ملحق بما سبق) أن هذا الداء الذي عم بلاؤه النخيل في هذه الأيام كان يرى سابقاً على أوراق أشجار القطن وأغصانه في السنين الرطبة الكثيرة الأرياح الشرقية؛ وكان يسبب لأصحاب تلك الأشجار خسائر جمة عظيمة.

ثم لما كثرت بزيراته نما نمواً فاحشاً. ومن خصائص انتشاره أن تبقى تلك الحبيبات أو البزيرات تحت التراب بدون أن يتكاثر فإذا تكاثر؛ فإذا صادفه سنة رطبة وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>