للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فوائد لغوية]

العربة وأصلها

ليسمح لنا القراء أن نعود إلى هذا البحث، لا لخطورته، بل لنبين لهم ما يعمل الهوى في النفس إذا ران على القلب، فإنه يعمي ويصم ولا يفيد في صاحبه الرقي، ولا التغريم، ولا الإصلاح، ولا التنبيه.

ذكرنا في مجلتنا (٨: ٢٨٦) أن العربة تركية الأصل، وهي في هذه اللغة (أرابه، أو أربه، أو أره به) أو نحوها. ولم يكن هذا الرأي رأينا الخاص بنا، بل رأي لغويي الترك على اختلاف منابتهم، والمستشرقين على اختلاف أقوامهم بل رأى كل أديب عني باللسان التركي. والظاهر (أن الأب جرجس منش لم يرقه ذلك فعاد في مجلة المجمع العلمي العربي يؤكد أن العربة. . . سريانية الأصل) (؟ كذا) (راجع مجلة المجمع ١٠: ٣٧١ إلى ٣٧٧) زاعماً أنه لا يقول بهذا الرأي عناداً ولا مكابرة ولا إصراراً بل (إخلاصاً للقصد (؟) ووفاء للأمانة حقها (؟) في بيان الحقيقة) (كذا). . . (ص ٣٧٧).

على أن فساد هذا المقال ظاهر لكل ذي عينين. وأن كانتا قائمتين، لعدة أسباب منها:

١ - كانت الأربة (العربية) معروفة في ديار الترك قبل أن يتصلوا بأمة من أمم الأرض لأن بناءها في غاية السذاجة والبساطة إذ تتقوم من خشبات موضوعة على عجلتين (دولابين) يجرها ثور أو دابة أياً كان. ويحمل علها الأحمال المختلفة. ووجود هذه الأربة (العربة) في ديارهم من الضروريات لطبيعة الأرض التي خلقوا عليها، ولأن تربية الثور عندهم من اسهل الأمور عليهم وأوفقها لمعيشتهم.

٢ - ما كان أغنى الأب منش عن أن يكلمنا على تاريخ اتصال الترك بالسريان (؟ كذا أي بالأرميين) في حين أن لا فائدة في ذلك البسط الطويل العريض

<<  <  ج: ص:  >  >>