للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عينه، وبازائه؟ - وأن كان الأمر ليس كما يقول هذا، فلم لا يقتله؟ فأن الشريعة، قد أباحت دم هذا ومن أشبهه، لأنه أن قتل، ما هي إلا نفس تحيا بفنائها أنفس خلق كثير، وأن ترك وهذا الجهل، قتل في كل يوم نفساً وبالحري أن يقتل أثنين وثلاثة وأربعة في كل يوم، وهذا فساد في الدين، ووهن في المملكة) (راجع عيون الأنباء لأبن أبي اصيبعه ٢: ٣٣ و ٣٤).

قال المتفرنج: والمائن هو الكاذب لا غير. فأين هذا مما نريده؟. قلت: أن المائن الكاذب أو الكذاب عينه: لكن ألا تعلم أن الكلمة العامة قد تخصص بمعنى دون معنى من باب التواطؤ، فالكلمة الإفرنجية معناها في أصل وضعها من الإيطالية والإيطالية من فعل ومعناه ثرثر وتشدق ثم خصصوه بهذا الذي تعنيه. وهذا ما تراه جميع اللغات، لا تخلوا

واحدة منها وفي لغتنا أكثر مما في سواها.

وأن لم ترضك هذه اللفظة، فلنا لفظة تقوم مقامها هي (الممخرق) قال في اللسان: الممخرق: المموه. وهي المخرقة مأخوذة من مخاريق الصبيان أه. وقال عن المخاريق وأحدها مخراق: ما تلعب به الصبيان من الخرق المفتولة. قال عمرو بن كلثوم:

كأن سيوفنا منا ومنهم ... مخاريق بأيدي لاعبينا

ابن سيدة: والمخراق: منديل أو نحوه يلوى فيضرب به أو يلف فيفزع به، وهو لعبة يلعب به الصبيان، قال:

أجالدهم يوم الحديقة حاسراً ... كأن يدي بالسيف مخراق لعب

وهو عربي صحيح. وفي حديث علي (ع) قال: البرق: مخاريق الملائكة وانسد بيت عمرو بن كلثوم، وقال: هو جمع مخراق، وهو في الأصل عند العرب ثوب يلف ويضرب به الصبيان بعضهم بعضاً. أراد أنها آلة تزجر به الملائكة السحاب وتوقه. ويفسره حديث أبن عباس: البرق سوط من نور تزجر به الملائكة السحاب. . .) أه كلام ابن مكرم.

فأنت ترى من هذا أن لغتنا غنية بما في مذخرها من فوائد المفردات.

<<  <  ج: ص:  >  >>