للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على الأب بعد هذا فقد سبقه إليه أمام البيان الجاحظ.

الشطرة: ر. ش

(لغة العرب) كنا قرأنا كل ذلك في كتب الأدب. ولكن المقام الذي وجدنا فيه مقام يوجب علينا اتخاذ أحد المعنيين المذكورين في كتب الأدب دون الآخر. وقد ذكر الجاحظ في البيان والتبيين (في ١: ٨٢ من طبعة المطبعة السلفية)

كلاماً طويلاً ترسل فيه ترسلا، بين فيه أن اللحن واللثغة وبعض كتاب الصبيان تستحسن في البنات في بعض الأحوال وتستقبح في أحوال أخرى. إذن فالتمسك بمعنى دون معنى يعد من سقط المتاع وما كان في نيتنا أن ندرج هذا الاعتراض لضعفه، إلا أن وقوع مثله ونظائره في خلد بعضهم أهاب بنا إلى درجة ورده خوفاً من أن يسري هذا الوهم وأشباهه إلى قوم لا يتبصرون في ما يقرءون، ولا يميزون ما يطالعون.

كوت العمارة وليس كوت الإمارة

ليعقوب أفندي نعوم سركيس جلد في تتبع الاخبار، وتمحيص الحوادث، ومن حسنات يراعته انه إذا تناول مبحثاً من المباحث، يوفيه حقه من التهذيب والتحقيق بصورة لا يترك

معها مجالا لمدقق، ولا قولا لباحث، وهذا ما يشكر عليه.

ومن مباحثه الحديثة الشائقة: (العمارة وكوت العمارة)، وقد أصاب كبد الحقيقة بقوله: (كوت العمارة وليس كوت الإمارة). ولما كنت أحد الكتاب الذين تتبعوا هذا البحث، ودونوا عنه نتفاً من وصف ومشاهدات كبار الرحالين والمؤرخين، في القرن الماضي. رأيت أن اذكر ما فات حضرة الكاتب المدق:

جاء في كتاب بين النهرن وآشور لمؤلفه فرازر ص ٢٩ - ٣٠ الطبعة الثانية، في مدينة ادنبرج عام ١٨٤٢ ما تعريبه:

(بعد أن يجري دجلة بين خرائب طيسفون وسلوقية يندفق في ارض غريلية عميقة ويصب في مستنقع أيضاً. ولا تختلف ضفتاه عن ضفتي الفرات. وهناك على طول النهر تلال ورواب تمثل مساكن الأقدمين، ويتخللها مضارب العرب،

<<  <  ج: ص:  >  >>