للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٩٣٠ فكنت أطالع القسم الذي فيه من كتاب نشوار المحاضرة للتنوخي. المتوفى في سنة ٣٨٤هـ (٩٩٤ م) آملا الاستفادة منه عن زمن العصر العباسي، وإذا إمامي النبذة في النص ٤٨٠ وهذا نصها:

(ومن عجائب الدنيا وآياتها أشياء في سواد واسط:

(حدثني جماعة منهم رجل يعرف بابن السراج وغيره ومنهم محمد بن عبد الله. . . الواسطي. . . فاثبت ذلك بخطه محمد بن عبد الله عقيب هذا الكلام شاهدت على نحو من فرسخ وكسر من رصافة الميمون قرية من قرى النبط والاكاسر (كذا) وتعرف بالحراوقلة فيها آثار قديمة من بنايا جير وجص. وفيها قبة - قائمة كالهيكل كانت قديمة - وتمثال رجل من حجر اسود أملس عظيم الخلق يعرف عند أهل ذلك الصقع بأبي اسحق لأنة يتعاطى قوم من أهل القوة شيله فيسحقهم ويكسر عظامهم وقد قتل وازمن خلقاً. فيذكر أهل الموضع انهم سمعوا أشياخهم يدعونه بذلك على قديم الأيام. وهذه القرية خراب لا يذكر فيها عمارة. قد كان احتمل هذا الحجر رجل يعرف بالجلندي كان على حماية المأمون فعمد إليه وشد فيه الحبال وجره بالبقر إلى أن بلغ به موضعاً من الصحراء. . . ثم احتمله بعد ذلك رجل آخر من أهل الرصافة على خلق من الحمالين يتناوبون عليه حتى أدخله الرصافة فحضر أهل ذلك الصقع الذي كان فيه. . . فحملوه ثانية حتى ردوه إلى موضعه. . . وكان على صدره وعلى ظهره وكتفيه كتابة محفورة قديمة لا يدري بأي قلم هي) اهـ.

فذكر واسط والرصافة وحكاية التمثال مما يكون لنا عوناً ما سنرى على معرفة الاسم الذي نحت فصار (تلو) وعلى تعيين موضعها. وتمهيداً للوصول إلى الغاية لا بد من تعيين مواقع بعض ما ذكر من المواضع مع بيان بعد بعضها عن بض فلذلك أقول:

واسط: في جنوب بغداد. واقدر المسافة بينها وبين بغداد بنحو مائتين وعشرة

<<  <  ج: ص:  >  >>