للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفيها إشارة إلى ذهابه إلى البصرة في سنة ١١٨١، كما يستفاد من قصيدة للسيد درويش الرفاعي البصري كان مدحه بها بمناسبة قدومه مرحباً به وتاريخها في السنة المذكورة، وهو أحد نقباء البصرة على ما يظهر.

ومدحه شعراء آخرون مثل خليل بكتاش والشيخ أحمد النحوي، وقد جمع حسين أفندي العشاري مجموعة في فضائل آل الشاوي واختار ما قيل فيهم من شعر شعراء كثيرين

وأكثر من مدحه الشيخ عبد الرحمن أفندي السويدي والشيخ أحمد السويدي ولكن فحل الشعراء الشيخ كاظم الأزري فأنه حاز قصب السبق على غيره ومدحه بقصائد رنانة أبدع فيها وأجاد الوصف، وبين شمائل المترجم، فهو في الحقيقة متنبي هذا البيت وقد قصر عنه معاصروه من الشعراء بمراحل شاسعة.

ولم نتمكن من بيان وقائع المترجم اليومية. وحوادثه العظمى التي سببت انقياد الرأي العام له وتهافت الشعراء عليه لقلة المصادر إلاَّ إن نظرة سريعة إلى هذه الأشعار المقولة فيه تنبئ عن كفاية أحدثت دوياً.

ولا ينكر على المترجم أن كان له مواهب سليمة فخبر البادية، وعرف الحضارة، فسيطر على الوجهتين وتمكن من إدارة شؤون الاثنتين، فحصل على شهرة فائقة بما أبداه من مزايا فطرية مقرونة بالعلم والشجاعة والقوة. ولا يضيره سكوت الترك عن حوادثه، إذ لم يرووا عنه شيئاً مفصلا ولا بينوا عن أعماله ولا عن أعمال أبيه ما يذكر في حين أننا نراهم قصروا في تاريخ وزرائهم وتاريخ إدارتهم في العراق.

ولولا شدة الوقائع وتوترها بين الحكومة وبينه وبين ابنه سليمان بك، لما عرفنا ما يستحق الذكر؛ ولكن هذه الأشعار تشير إلى منزلة وتدل على ما وراءها فكأن الشعراء قصروا نظيمهم على مدح هذا البيت.

وأني أكتفي - خوف الإطالة - بإيراد مطالع القصائد التي نظمها الأزري في عبد الله بك مع بعض الأبيات مما بعد من قبيل بيت القصيد وأذكر موطنها من الديوان المطبوع في بومبي سنة ١٣٢٠هـ قال من قصيدة ذكرت في الص ٢٩ من ديوانه ومطلعها:

<<  <  ج: ص:  >  >>