للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجلدية إلى اللشمانية الكلبية كنسبة اللشمانية الجلدية إلى الكلازار. ويكون انتشار اللشمانية الجلدية في موسم خاص، إذ أنها تحدث عادة بين شهر أيلول وكانون الأول. وينتشر هذا الداء في بلاد الهند في موسم الشتاء غالباً. مع أن أكثر الإصابات به في تركيتان تحدث في شهر تموز وآب.

لم ينج الإنسان من ذلك المرض في المناطق الموبوءة أياً كان رسه أو طبقته اجتماعية. ويصاب أهل تلك المناطق بهذا الداء في عهد طفولتهم عادة ولا يؤثر فيهم المرض بعد ذلك البتة.

أن الأطفال في حلب يصابون وعمرهم بين السنتين أو الثلاث سنين، وقلما ترى من أهل تلك الأرجاء من كانت سنه تناهز السبع عشرة سنة ولم تصبه حبة الشرق. وهذا الوباء لم يستثن أحداً حتى ذاك الذي يتمتع بالصحة والعافية كما أنه لم يختص بالنحيف والضعيف. ويبين تاريخ اللشمانية الجلدية إنها ظهرت بالأخص على شكل وبائي في بسكرة (أفريقية) وفي بعض أقسام آسية الوسطى وتركستان.

كيفية نقل المرض

احتمال نقل المرض بالحشرات

يظهر أن المرض ينتقل بالحشرات المجنحة والذي يثبت ذلك أن اللشمانية الجلدية لم تر إلا في المعاري أو في أقسام البدن المكسوة بعض الكسوة، ولكن لم تقع أدلة بعد تجزم هذا الأمر جزماً باتاً. وشك في أن ناقلة الفوعة (الفيرس) حشرات من صنف بالعات الدم (الهيماتوفيكس) ومن ضمن هذا الصنف الكتان (الفسافس) والخموش والقمل والبرغوث والناموس ولعل هذه الحشرات لا تنقل الطفيليات نفسها، بل تكون الواسطة للنقل وذلك إنها عند مجاهدتها للحصول على الدم تثقب الجلد فيصبح ذلك الثقب مدخلا للفوعة، فيكون هذا

الغرض موافقاً لما أرتاه بعض مراقبي الحشرات وهو أن المرض ينقل أما بنقل الفوعة بلا واسطة إلى أقسام الجلد الذي كشطه الذباب المجنح كالذباب المألوف؛ وإما بوضع الحشرات الموبوءة برازها فيها، أو أن الحشرات نفسها تسحق في موقع الجلد المكشوط، فتكون سبب نقل هذا الداء، ولم تفلح مساعي السعاة لنقل الوباء بحشرات

<<  <  ج: ص:  >  >>