للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن الألف والنون الزائدتين على أميركة تدن على النسبة فإذا زدت الياء عليهما خرجت الكلمة عن مأنوس الكلام إلى وحشية فأصبحت لا تألف إلاَّ الوحوش من الناس، ولهذا وجب على الأديب السليم الذوق أن لا يقول إلاَّ (أميركي) وبهذا القدر كفاية وقد قصدنا أن لا نرجع إليه البتة.

جفر وشرح

س. مصر القاهرة. قرأت في فقه اللغة للثعالبي الذي طبعه الأب لويس شيخو في سنة ١٨٨٥ في ص ٨١ في ترتيب سن الغلام ما هذا نصه: (يقال للصبي إذا ولد: رضيع وطفل، ثم فطيم، ثم دارج، ثم حفر (وفي نسخة: جفر وهو تصحيف). ثم يافع، ثم شدخ، ثم مطبخ (كمحدث) ثم كوكب.) أهـ وقرأت في النسخة المطبوعة في مصر بالمطبعة العمومية سنة ١٣١٨ في ص ٩٥ ما هذا نصه. ثم دارج ثم حفر ثم يافع ثم شرخ ثم مطبخ (كمعظم) فأين الرواية الصحيحة؟

ج. عليكم أن تعلموا قبل كل شيء أن الأب لويس شيخو لم يكن لغوياً مدققاً بل أديباً وفي كل ما تولى طبعه من مصنفات الأقدمين من الأغلاط ما أنزلها في عيون المحققين. ومن الجملة فقه اللغة هذا فانه طافح بالأوهام اللغوية. فذكر النسختين المصرية والبيروتية الحفر (بالحاء المهملة) بعد الدارج خطأ واضح والصواب جفر (بجيم في الأول) قال في التاج: (ومن الجاز الجفر (بفتح الأول): الصبي إذا انتفخ لحمه واكل، وصارت له كرش وقد جفر وتجفر وقال ابن الأعرابي: والغلام جفر. وفي حديث حليمة ظئر النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر فبلغ ستاً وهو جفر. وفي حديث أبي اليسر: فخرج إلى ابن له جفر أهـ؟

أما شدخ بالدال فغلط كبير لا وجه له. والصواب شرخ بالراء كما في الطبعة المصرية أما الشدخ بالدال (وزان سبب) فمعناه الولد لغير تمام إذا كان سقطا رطباً رخصاً لم يشتد، فكيف يكون هذا وقد ذكره بعد اليافع، فلا جرم أن الشرخ بالراء هو الصواب وما في النسخة الشيخوية غلط شنيع.

أما المطبخ فالصواب كمحدث أي بتشديد الباء المكسورة وهو الشاب الممتلئ.

<<  <  ج: ص:  >  >>